كان رحمه الله تعالى من الأولياء العالمين، والعلماء العاملين، صالحا تقيا ورعا فائقا في الزهد متواضعا، من صدور الزهاد، مشهور الولاية والبركة، جمع بين العلم والعمل، محبوبا عند الخلق مهيبا معروف الصلاح ظاهر الزهد والورع والبر، متين الدين، لا نظير له من أهل زمانه في الزهد والورع، كثير الخوف والمراغبة لله تعالى. حكى عنه أنه غضب يوما على أمة فقال لها: أغمضي عينيك! فغمضتهما فرماها بملء يده من التراب على وجهها، فقالت له: تقوى الله صعب وعر! فقال لها:
صدقت. له كشف وكرامات، وتذكر عنه حكايات في ذلك والزهد والورع. ألّف - رحمه الله تعالى - مقدمة في نحو كذا من قالب الثمن في (بياض). وقبره عند الغمة مجرب الإجابة والبركة حرم مشهور، فمن أودع عنده متاعا لا يقرب إليه والله أعلم.
توفي رحمه الله تعالى في العام الحادي عشر أو الثاني عشر بعد المائتين والألف.
٤٨ - [أحمد البدوي، بن محمد، المجلسي اليعقوبي]
سيدي أحمد البدوي بن محمد بن أبي أحمد المجلسي أصلا ونسبا، اليعقوبي وطنا ومسكنا - رحمهم الله تعالى -
ألّف تأليفا حسنا في غزواته ﷺ، يزيد على أربعمائة بيت وخمسين بيتا (^٦٤) وآخر في أنساب العرب مفيدا. وهما يدلان على تبحره في السير والنسب.
توفي - رحمه الله تعالى - عام سبعة أو ثمانية ومائتين وألف، والحمد لله رب العالمين.
_________
(^٦٤) في أطرة جاء فيها: (قوله يزيد الخ هو أن عدد أبيات الغزوات ٤٩١، والأنساب ١٢٧٢).
1 / 68