ولازموني، بل قرأ عليّ قضاتها كقاضي الجماعة بفاس العلامة أبي القاسم بن أبي النعيم الغساني، وهو كبير ينيف على ستين؛ وكذا قاضي مكناسة (^١٨) الرحلة المولف صاحبنا أبو العباس ابن القاضي (^١٩) له رحلة للمشرق، ولقي فيها الناس، وهو أسن مني؛ ومفتي مراكش الرجراجي وغيرهم، وأفتيت فيها لفظا وكتبا بحيث لا توجّه فيها الفتوى غالبا إلا إليّ، وعينت لها مرارا فابتهلت إلى الله تعالى أن يصرفها عني، واشتهر اسمي في البلاد من سوس الأقصى إلى بجاية والجزائر وغيرها. وقد قال لي بعض طلبة الجزائر وقد قدم علينا مراكش: لا نسمع في بلادنا إلا باسمك فقط. وإنما ذلك كله مصداق قوله ﷺ: إن الله لا ينزع العلم الحديث انتهى.
ألف رحمه الله تعالى تواليف عديدة مفيدة: شرح الصغرى في أربعة كراريس، والمأرب والمطلب، في أعظم أسماء الرب، تعالى، في كراسة، وكتاب شرح الصدور وتنوير القلوب، ببيان مغفرة ما نسب للجانب النبوي من الذنوب؛ ونشر العبير، بمعاني آية الصلاة على البشير النذير؛ ونيل الأمل في تفضيل النية على العمل [في شرح نية المؤمن أبلغ من عمله، وآخر فيه سماه غاية الأمل في تفضيل النية على العمل] (^٢٠) والمنهج المبين، في شرح حديث أولياء الله الصالحين المحبين، والبدور المسفرة، في شرح حديث الفطرة، وشرح مختصر خليل من الزكاة إلى أثناء النكاح، في سفرين وسماه المقصد الكفيل، بحل مقفل خليل.
وحاشية عليه سماها منن الرب الجليل، في تحرير مهمات خليل، في سفرين، ينقل منهما الأجهوري في شرحه على المختصر. وتنبيه الواقف، على تحرير وخصصت نية الحالف، في كراس، وإفهام
_________
(^١٨) بياض في المخطوطات الثلاث.
(^١٩) صحف إسم إبن القاضي إلى إبن القاسم في المخطوطات الثلاث.
(^٢٠) ما بين معقوفتين ساقط من أ.
1 / 35