شيخ سيدي أحمد بابا، شقيقه رحمهم الله تعالى. قطن مع أخيه في.
تنبكت، ولازما الفقيه أحمد بن محمد بن سعيد سبط الفقيه محمود في مختصر خليل، ورحلا للحج فلقيا الناصر اللقاني، والتاجوري والشريف يوسف الأرصوني (^٧) والبرهمنودش (^٨) الحنفي، والإمام محمدا البكري وغيرهم فاستفادا، ثم رجعا بعد حجهما فنزلا بتنبكت فأخذا عن ابن محمد بن سعيد المذكور الفقه والحديث، وقرآ عليه الموطا والمدونة والمختصر وغيرها ولازماه، وأخذا عن الحاج أحمد والد سيدي أحمد بابا الأصول والبيان والمنطق. قرآ عليه أصول السبكي وتلخيص المفتاح.
توفي يوم الخميس الثاني عشر من رمضان عام ثمانية وسبعين وتسعمائة، رحمه الله تعالى.
٦ - [أحمد بن أحمد بن عمر]
الحاج أحمد بن أحمد بن عمر بن محمد أقيت بن عمر بن علي بن يحيى، والد سيدي أحمد بابا، الفقيه العالم بن الفقيه العالم، كان ذكيا ذا رأي متفننا محدّثا أصوليا بيانيا منطقيا مشاركا في فنون من العلم، كان رقيق القلب عظيم الجاه وافر الحرمة عند الملوك وكافة الناس، نفاعا بجاهه، لا ترد له شفاعة، يغلظ على الملوك فمن دونهم وينقادون له أعظم الانقياد، ويزورونه في داره، ولما مرض في كاغ في بعض أسفاره كان السلطان أسكيا داود يأتيه بالليل ويسمر عنده حتى برئ تعظيما لقدره، وكان مشهور القدر والجلالة، وافر الجاه بحيث لا يعارض، محبا في أهل الخير، متواضعا لهم، لا ينطوي على حقد لأحد منصفا للناس، جماعا للكتب، وافر الخزانة، محتوية على كل علق نفيس، سموحا بإعارتها. قال في تاريخ السودان: جمع الله تعالى له أنواع الجمال خلقا ولونا وصوتا وخطا وفصاحة وإتقانا، بارعا في الأدب، محببا إلى جميع
_________
(^٧) في أ: الأرميون، وفي ج: الارهيون.
(^٨) في أ: «البرهمنرشي».
1 / 29