وهذا كقوله:
ولتمض حيث لا يجد الرمح ... مدارًا ولا الحصان مجالا
ولم يفسره الشيخ أبو الفتح بقليل من كلامه، ولا كثير. وقد يسأل فيقال: إذا اشتد الزحام فصعبت المطاعنة فالمضاربة قد تمكن عند ذاك لقصر السيوف وطول الرماح فما معنى قوله: والضرب أغلا وأغلا. كان يجب أن يقول: والضرب يغلو أو الطعن أغلى وأغلى. لأنه إذا لم يكن الضرب بالسيف، وهو قصير، فالطعن بالرمح مع طوله اشد تعذرا.
فالجواب: إنه إذا لم يمكن الطعن لتقارب الجيشين في اعتراكهما فالضرب متعذر لشدة الذعر، وارتعاش الأيدي، وأخذ الموت بالكظم، وإنما يريد: إذا لم يقدر على الدنو من العدو قيد رمح، فالدنو إليه قيد السيف أصعب كثيرًا.
هذا اقرب ما يعرض لي من الجواب الآن، والله أعلم.
وقوله:
كلما اعجلوا النذير مسيرا ... أعجلتهم جياده الإعجالا
قال الشيخ أبو الفتح: أي كلما عاد إليهم نذيرهم سبقوه بالهرب قبل وصوله إليهم. ثم تليهم جياد سيف الدولة فسبقت سبقهم الندير، أي لحقهم وجاوزهم.
وقد علم الشيخ أبو الفتح إنه يقال: أعجلته بمعنى استعجلته. فأما سبقته فيقال فيه: عجلته. بلا ألف. قال الله تعالى: (هم أولاء على أثري، وعجلت إليك رب لترضى). ومعاذ الله أن نروم شأو الشيخ