الفقد ضياعه وذهابه بل أراد إنه لحسنه لا يشتهي مالكه أن يفقد نظره بإغماده فقد مثله في جفنه. فانظر كيف اضطرب هذا الفاضل وكيف تحمل فلم يظفر ولم يحل.
وقوله في وصف هذا السيف:
وتقلَّدتُ شامة في نداه ... جِلدُها منفساته وعتاده
قد كنت ذكرت هذا البيت في كتابي الموسوم بالتجني على ابن جني، وأوردت ما حضرني من تخطئة فيما فسره به، وحضرني الآن فيما لم أورده سالفًا. وأنا أعيد قولي ولا انقم منه ثم أتبعه بما انفتح لي.
ذكر أبو الفتح قال: قوله: جلدها منفساته وعتاده. أي ما يلي هذا السيف مما تقدمه وتأخر عنه من بره كالجلد حول الشامة. وقوله: جلدها أي الجلد الذي يكون فيه. هذا ما أورده فهل يخبر من أين استنبط إنه عنى الجلد حول الشامة. وما الذي يمنع أن يعني جلد الشامة نفسها. وإذا كان ذلك على ما حكى بديًا فلم نقضه فقال: وجلدها أي الجلد الذي يكون فيه. وهل هذا إلا من سلب التوفيق. والذي كنت حكيت استماعًا واستفادة من الشيخ أبي العلاء احمد بن عبد الله بن سليمان المعري إنه يعنى ان الغمد لما عليه من الحلي والذهب انفس من السيف كان محلى بمائتين دنانير فجعل الغمد جلدًا، إذ جعل السيف شامة. والذي لاح لي آنفًا إنه جائز أن يعني بجلده ظاهر الذي عليه الفرند لأن أنفس ما في السيف فرنده وبه يغالي بسومه إذ كان قطعه مما