105

Fath Cala Abi Fath

الفتح على أبي الفتح

Investigator

عبد الكريم الدجيلي

Publisher

دار الشؤون الثقافية العامة

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٩٨٧ م

Publisher Location

بغداد - العراق

لفضة منسوجة. فإذا كان المعنى ما حكاه فكان يجب أن يغشى بعضه مطروقه مصفحة لكون بقاؤها مثل بقائه وهيئتها كهيئته. فأما المنسوجة فلا بقاء لها. وقد زعم إنها كانت منسوجة فقد نقص آخر كلامه أوله. والآخر قوله: صونًا له من الفقد. فقد ظن أبو الفتح إنه يعني أن لو لم يغش لفقد. وليت شعري كيف هذا من بين السيوف كلها غير مغشاة بفضة فما يفقد. والآخر قوله: لئلا يأكل جفنه. وقد علم أن السيف قد يأكل جفنه ولا يفقد. وإنما يفقد إذا كان ذاك الجفن وصلاحه له من بعد وقد يحل أيضًا بهذا القول من حيث أن السيف إذا غشى بفضة منسوجة لم يمتنع من أكله جفنه لأن تلك الفضة لا تجعل على مكان حده. ولو جعلت عليه لكان السيف ماضيًا فيها لأنها ممطولة دقيقة جدًا. والذي عنا أبو الطيب غير ما حكى، وإنما شبه أثره بنسيج الفضة على جفنه فهو إذا كان من الفرند المسمى المزرد أشبه شيء بنسيج حتى أن في السيوف المجلوبة من بعض بلاد الترك سيوفًا حدودها فولاذ، ومتونها حديد من المديل وهو المسمى بالفارسية (ترماهن) يهز أحدها ثم يعطف طرفة فيلتقي مع قائمة ثم يخلى فيعود إلى استوائه، وعلى متونها كأحسن ما يكون من النسيج. فيزعمون إنها تتخذ من حديد يمطل كما تمطل الفضة. فإذا صار على دقة الوتر نسج منه على هيئة التكة. فإذا فرغ من نسجه نفخ عليه حتى إذا صار نارًا طرق فاتحدت تلك القوى وتلازمت فإذا برد كشف عنه بالمداوس، والبس حدًا من (الساترمان) الجيد فلا نرى فلاندًا أحسن من فرندها. وهي تقد الفارس، وتهتك الدرع بلينها ومضائها. فقد ادعى أبو الطيب لحذقه بصنعة الشعر أن ما نسج على جفنه من الفضة تصوير لما على متنه من الفرند فعل ذلك به أراده إلا تفقده العين يكونه في غمده بل كأنها ناظرة إليه. ولم يرد بقوله خشية

1 / 139