Fath Allah Hamid
فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد
Genres
واعلم أن مبنى قبول العمل على ركنين: الإخلاص والمتابعة. قال تعالى: {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا} . [الملك: 2] . قال الفضيل بن عياض: "هو أخلصه وأصوبه، قالوا: يا أبا علي: ما أخلصه وأصوبه؟ قال: العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل وإن كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل، حتى يكون خالصا صوابا، الخالص ما كان لله، والصواب أن يكون على السنة"، فالإخلاص في العمل مقتضى لا إله إلا الله، والصواب يعني متابعة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في العمل من مقتضى محمد رسول الله، فبان أن الله لا يقبل من أحد لا إله إلا الله حتى يشهد أن محمدا رسوله ويتبعه فيما # أتى به دقا وجلا فيدور مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله نفيا وإثباتا بلا روغان فصارت الشهادة أن محمدا رسول الله والمتابعة له من متممات لا إله إلا الله.
وأما مقتضاها1: سلامة القلب من الشرك والشك والكفر والنفاق والعجب والكبر وتحلي القلب بحلي الإيمان والإخلاص وعظمة الله ووقاره والحب في الله والبغض فيه والرضى بقضاء الله وتسليم الأمر لله ونحو ذلك من الأعمال القلبية وصدق اللسان والذكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتحدث بنعمة الدين والثناء على الله والشكر له والحمد ونحو ذلك من الأعمال اللسانية، وامتثال أوامر الله بما قال الله ورسوله وقد الله في كتابه العزيز آية جامعة لأصول الأعمال الصالحة، قال تعالى: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون} . [البقرة: 177] .
Page 147