بالبدعة"، انظر: حلية الأولياء (١٠/٢٤٤)، وأمَّا الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه (١٠١٧): "مَن سنَّ في الإسلام سنَّة حسنة فله أجرها وأجر مَن عمل بها" فهو محمولٌ على القدوة الحسنة في الخير، كما هو واضح من سبب الحديث، وهو أنَّ رسول الله ﷺ حثَّ على الصدقة، فأتى رجلٌ من الأنصار بصُرَّة كبيرة، فتابعه الناسُ على الصدقة، فعند ذلك قال رسول الله ﷺ ما قال، وهو محمولٌ أيضًا على مَن أظهر سنَّة الرسول ﷺ وأحياها، كما حصل من عمر ﵁ في جمع الناس على صلاة التراويح في رمضان، فإنَّه إظهارٌ لسنَّته ﷺ؛ لأنَّه ﷺ صلَّى بالناس قيام رمضان في بعض الليالي، وتركه خشية أن يُفرض عليهم، كما في صحيح البخاري (٢٠١٢)، فلمَّا توفي رسول الله ﷺ ذهب ما كان يُخشى من الفرض لانقطاع التشريع بوفاته ﷺ، فبقي الاستحباب، فأظهره عمر ﵁، وهو أيضًا من سنَّة الخلفاء الراشدين، وما جاء عنه ﵁ من قوله: "نعم البدعة"، كما في صحيح البخاري (٢٠١٠) يريد إظهار صلاة التراويح، يُراد به البدعة اللغوية، ومثل ذلك زيادة عثمان ﵁ الأذان يوم الجمعة، وقد وافقه عليه الصحابةُ ﵃، فهو من سنَّة الخلفاء الراشدين، وما جاء عن ابن عمر ﵄ أنَّه بدعة، فهو محمولٌ إن صحَّ على البدعة اللغوية.
٨ مِمَّا يُستفاد من الحديث:
١ استحباب الموعظة والتذكير في بعض الأحيان؛ لِمَا في ذلك من التأثير على القلوب.
٢ حرص الصحابة ﵃ على الخير؛ لطلبهم الوصيَّة منه ﷺ.