128

Fatḥ al-Qarīb al-Mujīb ʿalā al-Targhīb waʾl-Tarhīb

فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب

Editor

أ. د. محمد إسحاق محمد آل إبراهيم

Publisher

المُحقِّق

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Genres

يبتدؤون بأسماء آلهتهم في كتبهم تبركا وطلبا لتهوين الأمر المطلوب عليهم، فالمؤمن أولى أن يبتدأ في كتابه باسم اللّه تعالى طلبًا لذلك كذلك قاله في الديباجة، وكان رسم المتقدمين أيضًا إذا كتبوا أن يبدؤوا بأنفسهم من فلان إلى فلان وبذلك جاءت الآثار (^١).
قال ابن سيرين: قال النبي ﷺ: "إن أهل فارس إذا كتبوا بدؤوا بعظمائهم فلا يبدأ الرجل إلا بنفسه" (^٢)، ولكن المصطلح عليه الآن في المكاتبة أن يكتب اسمه تحت سطر البسملة ليكون شبيها بالقصة ثم يكتب المرسل إليه، واستقرت الأمة على كتابة البسملة في أول كلّ كتاب من كتب العلم والرسائل، فإن كان الكتاب [مطولات] شعر فذهب إلى كتابتها في أول الشعر سعيد بن جبير وتابعه على ذلك [الترمذي]؟ قال أبو بكر الخطيب: وهو الذي نختاره ونستحبه.
روى الحاكم في المستدرك من حديث طاوس عن ابن عباس أن عثمان بن عفان سأل رسول اللّه ﷺ عن بسم اللّه الرحمن الرحيم؟ فقال: "هو اسم من أسماء اللّه تعالى وما بينه وبين اسم اللّه الأعظم إلا كما بين سواد العين وبياضها من القرب" (^٣) ثم قال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

(^١) تفسير القرطبي (١٣/ ١٩٢).
(^٢) انظر تفسير القرطبي (٩/ ٢٨٧٣).
(^٣) أخرجه الحاكم في المستدرك (١/ ٧٨٠)، وأبن أبي حاتم في تفسيره (٨/ ٢٧١٤)، والبيهقي في الشعب رقم (٢١٢٣)، والعقيلي في الضعفاء الكبير (٢/ ١٦٢).

1 / 128