Fatḥ al-Mannān bi-sīrat Amīr al-Muʾminīn Muʿāwiya b. Abī Sufyān
فتح المنان بسيرة أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان
Genres
ويقول د. عبد الشافي محمد عبد اللطيف: «ومما لا شك فيه لو جاء معاوية برجل من ذوي الكفاءة من قريش، غير ابنه يزيد، واستفتى ذوي الرأي والنهي بشأنه، ثم وقف وراءه بثقله الكامل وتأييده الصريح، وطلب من أهل الحل والعقد في الأمة مبايعته بولاية العهد، فهل كان يعترض أحد؟ طبعًا لا، ذلك لأن أمير المؤمنين هو الداعي، ولأن المرشح لولاية العهد رجل أريد بترشيحه ومبايعته مصلحة الأمة والدولة، مجردة من كل شبهة أو عاطفة، ألا ترى معي أن ذلك كان ممكنًا؟ وأنه كان محققًا للغرض القائل بأن القصد من ولاية العهد هو سد أبواب الخلاف بين المسلمين، وتجنب الأمة أخطار التنازع والفتن من جديد؟
ولكن معاوية ﵁ على كل حال اجتهد، فإن كان مصيبًا فله أجران، وإن كان مخطئًا فله أجر» (^١).
وأما عن أهل الشام ورغبتهم في كون الخليفة منهم، فإنهم وإن كان لهم شوكة في هذا الوقت؛ إلا أننا نظن أيضا أنهم كانوا سينقادون لأمر معاوية، وسيدخلون فيما يدخل فيه المسلمون، طالما أن معاوية وطَّد الأمر وهيَّأه، وقد كان قادرا على ذلك.
فرضي الله عن معاوية، وعن سائر أصحاب رسول الله ﷺ.
(^١) العالم الإسلامي في العصر الأموي (ص: ١٢٦).
1 / 206