فيلتقي هُوَ والهاشمي برايات سود على مقدمته شُعَيْب بن صَالح فيلتقى هُوَ والسفياني فِي بَاب اصطخر فَيكون بَينهم مقتلة عَظِيمَة فتظهر الرَّايَات السود وتهرب خيل السفياني فَعِنْدَ ذَلِك يتَمَنَّى النَّاس الْمهْدي ويطلبونه) . وَأَنه يخرج رجل قبل الْمهْدي من أهل بَيته بالمشرق يحمل السَّيْف على عَاتِقه ثَمَانِيَة عشر شهرا يقتل ويمثل وَيتَوَجَّهُ إِلَى بَيت الْمُقَدّس فَلَا يبلغهُ حَتَّى يَمُوت) . وَأَنه يبْعَث جَيش إِلَى الْمَدِينَة فَيَأْخُذُونَ من قدر عَلَيْهِ من آل مُحَمَّد ﷺ وَيقتل من بني هَاشم رجال وَنسَاء، فَعِنْدَ ذَلِك يهرب الْمهْدي وَرجل آخر من الْمَدِينَة إِلَى مَكَّة فيبعث فِي طلبهما وَقد لَحقا بحرم الله وأمنه) . وَأَنه إِذا بعث السفياني على الْمهْدي جَيْشًا فَخسفَ بهم بِالْبَيْدَاءِ وَبلغ ذَلِك أهل الشَّام وَقَالُوا لخليفتهم قد خرج الْمهْدي فَبَايعهُ وَأدْخل فِي طَاعَته وَإِلَّا قتلناك، فَيُرْسل إِلَيْهِ بالبيعة ويسير الْمهْدي حَتَّى ينزل بَيت الْمُقَدّس وَتقبل إِلَيْهِ الخزائن وَتدْخل الْعَرَب والعجم وَأهل الْحَرْب وَالروم وَغَيرهم فِي طَاعَته من غير قتال حَتَّى يَبْنِي الْمَسَاجِد بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وَمَا دونهَا) . وَأَن الْمهْدي مولده بِالْمَدِينَةِ من أهل بَيت النَّبِي ﷺ، واسْمه اسْمِي وَاسم أَبِيه اسْم أبي وَمُهَاجره بَيت الْمُقَدّس كث اللِّحْيَة أكحل الْعَينَيْنِ براق الثنايا فِي وَجهه خَال وَفِي كتفه عَلامَة النَّبِي ﷺ يخرج براية النَّبِي ﷺ من مرط معلمة بسوداء مربعة فِيهَا حجر لم تتبين مُنْذُ توفّي رَسُول الله ﷺ وَلَا تنشر حَتَّى يخرج الْمهْدي يمده الله بِثَلَاثَة آلَاف من الْمَلَائِكَة يضْربُونَ وُجُوه من خالفهم وأدبارهم يبْعَث وَهُوَ مَا بَين الثَّلَاثِينَ إِلَى الْأَرْبَعين) . وَأَنه قَالَ الْمهْدي: مني من قُرَيْش آدم ضرب من الرِّجَال)، وَأَنه قَالَ: إِذا خرجت الرَّايَات السود إِلَى السفياني الَّتِي فِيهَا شُعَيْب بن صَالح تمنى النَّاس الْمهْدي فيطلبونه، فَيخرج من مَكَّة وَمَعَهُ راية رَسُول الله ﷺ فَيصَلي رَكْعَتَيْنِ بعد أَن يئس النَّاس من خُرُوجه لما طَال عَلَيْهِم من الْبلَاء، فَإِذا فرغ من صلَاته انْصَرف فَقَالَ: يَا أَيهَا النَّاس يَا أمة مُحَمَّد يَا أهل بَيته خَاصَّة قد قهرنا وبغى علينا. وَأَنه قَالَ الْمهْدي: رجل منا من ولد فَاطِمَة وَأَنه يَلِي أَمر النَّاس ثَلَاثِينَ أَو أَرْبَعِينَ سنة)، وينافي هَذَا مَا مر من أَن مُدَّة ملكه سبع سِنِين أَو تسع، وَقد يُجَاب إِن صَحا بِأَن السَّبع أَو التسع فِيهَا نِهَايَة ملكه وَمَا قبلهَا فِيهِ بدايته فَهَذِهِ الْآثَار كلهَا عَن عليّ كرّم الله وَجهه تكذب أُولَئِكَ الضَّالّين المارقين. وَيرد عَلَيْهِم مَا قَالَ عبد الغافر الْفَارِسِي وَابْن الْجَوْزِيّ وَابْن الْأَثِير فِي ذكر عليّ أَن الْمهْدي من ولد الْحسن وَأَنه منفرج الفخذين: أَي بَينهمَا تبَاعد. وَمِمَّا جَاءَ عَن الْحسن ﵁ أَنه قَالَ: بِالريِّ رجل ربعَة أسمر من بني تَمِيم مجذوم كَوْسج يُقَال لَهُ: شُعَيْب بن صَالح فِي أَرْبَعَة آلَاف ثِيَابهمْ بيض وراياتهم سود يكون على مُقَدّمَة الْمهْدي، وَلَا يلقاه أحد إِلَّا قَتله)، وَمَا ورد عَن ابْن عَبَّاس ﵄ أَنه قَالَ: الْمهْدي منا يَدْفَعهُ إِلَى عِيسَى ابْن مَرْيَم، وَأَن الْمهْدي يبْعَث بعد إِيَاس وَحَتَّى يَقُول النَّاس لامهدي، وأنصاره أنَاس من أهل الشَّام عَددهمْ ثلثمِائة وَخَمْسَة عشر عدد أَصْحَاب بدر يَسِيرُونَ إِلَيْهِ من الشَّام حَتَّى يستخرجونه من بطن مَكَّة من دَار عِنْد الصَّفَا فيبايعونه كرها فَيصَلي بهم رَكْعَتَيْنِ عِنْد الْمقَام ثمَّ يصعد الْمِنْبَر) . وَمِمَّا ورد عَن ابْن مَسْعُود ﵁: أَن الطّرق إِذا انْقَطَعت وَكَثُرت الْفِتَن خرج سَبْعَة نفر عُلَمَاء من أفق شَتَّى على غير ميعاد يُبَايع لكل رجل مِنْهُم ثلثمِائة وَبضْعَة عشر رجلا حَتَّى يجتمعوا بِمَكَّة فتلتقي السَّبع فَيَقُول بَعضهم لبَعض: مَا جَاءَ بكم؟ فَيَقُولُونَ: جِئْنَا فِي طلب هَذَا الرجل الَّذِي يَنْبَغِي أَن تهدأ على يَدَيْهِ هَذِه الْفِتَن وتفتح بِهِ الْقُسْطَنْطِينِيَّة، قد عَرفْنَاهُ باسمه وَاسم أَبِيه وجنسه، فيصيبونه بِمَكَّة فينفلتُ مِنْهُم إِلَى الْمَدِينَة فيطلبونه بهَا فيخالفهم إِلَى مَكَّة، فَيَأْتُونَ إِلَيْهِ فينفلت مِنْهُم إِلَى الْمَدِينَة، فيطلبونه فيخالِفُهم إِلَى مَكَّة فيصُيبونه بهَا عِنْد الرُّكْن، فَيَقُولُونَ: إثْمنا عَلَيْك ودماؤنا فِي عُنقك إِن لم تمدَّ يدك نُبَايِعك، هَذَا عَسْكَر السفياني قد توجَّه فِي طلبنا عَلَيْهِم رجل من حرَام، فيجلس بَين الرُّكْن وَالْمقَام فيمدّ يَده فيبايَع لَهُ، فَيلقى الله محبَّته فِي صُدُور النَّاس فيسير مَعَ قوم أُسْدٍ بِالنَّهَارِ رُهْبان بِاللَّيْلِ، ويهزم الله على يَدَيْهِ الرّوم وَيذْهب الله على يَدَيْهِ الْفقر، وَينزل الشَّام وَمِمَّا جَاءَ عَن عَمْرو بن الْعَاصِ ﵁ أَن عَلامَة خُرُوج الْمهْدي أَن يخسف بِجَيْش فِي الْبَيْدَاء. وَمِمَّا جَاءَ عَن أكَابِر أهل الْبَيْت فِيهِ قَول مُحَمَّد بن عَليّ: لمهدينا آيتان لم يَكُونَا مُنْذُ خلق الله السَّمَوَات وَالْأَرْض: ينكسف الْقَمَر لأوّل لَيْلَة من رَمَضَان، وتنكسف الشَّمْس فِي النّصْف مِنْهُ، وَلم يَكُونَا مُنْذُ خلق الله السَّمَوَات وَالْأَرْض. وَقَول
1 / 30