Fatawa al-Salah
فتاوى الصلاة
Investigator
عبد المعطى عبد المقصود محمد
Publisher
مكتب حميدو
ايا علماء الدين ذمى دينكم تحير دلوه بأعظم حجة
إذا ما قضى ربى بكفرى يزعجكم ولم يرضه منى فما وجه حيلتى إلخ
فوقف ابن تيميه على هذه الأبيات فثنى إحدى رجليه على الأخرى وأجاب فى مجلسه قبل أن يقوم بمائة وتسعة عشرة بيتا أولها :
سؤالك ياهذا سؤال معاند مخاصم رب العرش رب البريه
وقال ابن سيد الناس البصرى فى ترجمة ابن تيميه : أنه برز فى كل فن على ابناء جنسه ولم ير عين من رآه مثل ، ولا رأت عينه مثل نفسه وقال الذهبى مترجما له فى بعض الاجازات .
قرأ القرآن والفقه ، وناظر واستدل وهو دون البلوغ وبلغ فى العلوم والتفسير وأفتى ودرس وهو دون العشرين ، وصنف التصانيف وصار من كبار العلماء فى حياة مشايخه . وتصانيفه نحو أربعة الاف كراسة وأكثر ( قال ) وأما نقله لفقه ومذاهب الصحابة والتابعين فضلا عن المذاهب الأربعة فليس فيه نظير . وقال أنه لا يذكر مسألة إلا ويذكر فيها مذاهب الأئمة وقد خالف الأئمة الأربعة فى مسائل صنف فيها وأحتج لها بالكتاب والسنة . وقد أثنى عليه جماعة من اكابر علماء عصره فمن بعدهم ، ووصفوه بالتفرد واطلقوا فى نعته عبارات ضخمة وهو حقيق بذاك .. والظاهر أنه لو سلم مما عرض له من المحن المتفرقة لأكثر أيامه المكدرة لذهنه ، المشوشة لفهمه ، لكان له من المؤلفات والاجتهادات ما لم يكن لغيره قال الصفدى وكان كثيرا ما ينشد .
تموت النفوس بأوصابها ولم يدر عوادها ما بها
وما أنصفت فهمه تشتكى أفراها إلى غير أربابها
ومما أنشد له على لسان الفقراء :
والله ما قفرنا اختيارنا وإنما فقرنا اضطرار
جماعـة كلـها كسالى وأكلنا ما له عياراً
تسمع منا إذا اجتمعنـا حقيقة كلها فشار
قال الشوكانى ومع هذا : فقد وقع له مع أهل عصره قلاقل وزلازل . وامتحن
9