Fatawa al-Salah
فتاوى الصلاة
Investigator
عبد المعطى عبد المقصود محمد
Publisher
مكتب حميدو
فصل
الثناء على الله
وسورة ﴿قل هو الله أحد﴾ أفضل من ﴿قل يا أيها الكافرون﴾ وتلك أمر بأن يقال: ما هو صفة الرب، وهذه أمر بأن يقال ما هو إنشاء خبر عن توحيد العبد، وكان النبي ﷺ يقدم ذلك الصنف، كقوله في الحديث الصحيح: «اللهم لك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، أنت الحق وقولك الحق، ووعدك حق، والجنة حق والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت»(١).
فهذا الذكر تضمن الأنواع الثلاثة. فقدم ما هو خبر عن الله واليوم الآخر ورسوله، ثم ذكر ما هو خبر عن توحيد العبد وإيمانه ثم ختم بالسؤال. وهذا لأن خبر الإنسان عن نفسه سلوك يشهد فيه نفسه، وتحقيق عبادة الله عز وجل. وأما الثناء المحض فهو لا يشهد فيه إلا الله عز وجل بأسمائه وصفاته، وما جرد فيه ذكر الله تعالى أفضل مما جرد فيه الخلق أيضاً، ولهذا فضلت سورة ﴿قل هو الله أحد﴾ وجعلت تعدل ثلث القرآن. لأنها صفة الرحمن وذكره محضاً لم تشب بذكر غيره، لكن في ابتداء السلوك لابد من ذكر الإنشاء ولهذا كان مبتدأ الدخول في الإسلام: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. بخلاف حال العبادة المحضة، فإنه يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. فإن الشهادة بها يصير مسلماً، وهو الأصل والأساس، ولهذا جعلت ركناً في الخطب: في خطب الصلاة، وهي التشهد يختم بقوله: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً
(١) متفق عليه لفظ مسلم عن ابن عباس جـ ٢ ص ٦٠ وفى رواية ثانية (قيم) البخارى جـ ٢ ص ٨٧ أبو داود جـ ١ ص ١٧٨ النسائى جـ ٢ ص ١٧٠ عن ربيعة بن كعب الأسلمى، الترمذى حديث ٣٤٧٨ بالمعنى.
85