93

Fatwas on Alcohol and Drugs

فتاوى الخمر والمخدرات

Investigator

أبو المجد أحمد حرك

Publisher

دار البشير والكوثر للطباعة والنشر

ابن المسيب (١٠)عن أبى هريرة، وإنما هو عن عبيد الله بن عبد اللّه (١١) عن ابن عباس عن ميمونة (١٢)، وروى عنه في بعض طرقه أنه قال: (إن كان مائعا فاستصبحوا به، وفي بعضها فلا تقربوه).

والبخاري بين غلطه في هذا، بأن ذكر في صحيحه عن يونس (*) عن الزهري نفسه أنه سئل عن فأرة وقعت في سمن فقال: إن كان جامدا أو مائعا قليلا أو كثيرا تلقى وما قرب منها ويؤكل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن فأرة وقعت في سمن، فقال: (ألقوها وما حولها وكلوا سمنكم) فالزهري الذي مدار الحديث عليه، قد أفتى في المائع والجامد بأن تلقى الفأرة وما قرب منها، ويؤكل، واستدل بهذا الحديث كما رواه عنه جمهور أصحابه، فتبين أن من ذكر عنه الفرق بين النوعين فقط غلط.

وأيضاً فالجمود والميعان أمر لا ينضبط، بل يقع الاشتباه في كثير من الأطعمة، هل تلحق بالجامد أو المائع. والشارع لا يفصل بين الحلال والحرام إلا بفصل مبين لا اشتباه فيه. كما قال تعالى: ((وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون)) (١٣). والمحرمات مما يتقون، فلابد أن يبين لهم المحرمات بياناً فاصلاً بينها وبين الحلال.

(١٠) هو أبو محمد: سعيد بن المسيب بن حزن بن أبى وهب المخزومي القرشي، قيل عنه سيد التابعين، وهو أفقه سبعة بالمدينة على عصره (١٣ هـ - ٩٤ هـ)، كان أحفظ الناس لأحكام عمر بن الخطاب وأقضيته راوية عمر.

(١١) عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، مفتي المدينة، وأحد فقهائها السبعة، كان ثقة، عالماً فقيهاً كثير الحديث وعالماً بالشعر، مات في المدينة (٩٨ هـ).

(١٢) هي ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية: آخر امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم (٧ هـ)، وآخر من مات من زوجاته (٥١ هـ)، كان اسمها (برة) فسماها (ميمونة) - روت ٧٦ حديثاً، وعاشت ٨٠ سنة.

(*) هو أبو عبد الله أو أبو عبيد: يونس بن عبيد بن دينار العبدي، من حفاظ الحديث الثقات، ومن أصحاب الحسن البصري، له نحو مئتي حديث: مات سنة ١٣٩ هـ.

(١٣) جزء من الآية ١١٥ من سورة التوبة.

93