Fatāwā al-ʿIrāqī
فتاوى العراقي
Editor
حمزة أحمد فرحان
Publisher
دار الفتح
Edition Number
الأولى
Publication Year
1430 AH
أسطحة(١)الجوامع مقتدين بالإمام الواقف في سفل المسجد، ورأينا من يقتدي به يفعل ذلك في سطح المسجد الحرام، فيصلي به مقتدياً بالإمام القائم(٢)، والله أعلم.
مسألة [١٠] :سئلت عن رجل سمع جماعة من المؤذنين يسبحون، ومن جملة قولهم: (لا إله إلا الله، ما أعظم الله، لا إله إلا الله، ما أحلم الله)، فمنعهم المذكور، فقيل له: (ما دليلك على المنع)، فقال: (مثل هذا لا يقال في حق الله تعالى)، فهل هو مصيب في المنع من ذلك؟ وكيف تقدير هذا اللفظ إذا قلتم بجوازه؟
فأجبت: لا نعلم أحداً من معتبري العلماء، رضي الله عنهم، منع إطلاق هذا اللفظ(٣)، وهو لفظٌ دالٌّ على تعظيم الرب جل جلاله، وتفخيم شأن صفاته العلية،
= وعدمه، خلافاً لمن نظر لذلك)، يقصد الولي العراقي، ولم يستثنوا من ذلك إلا أن يكون الارتفاع لحاجة تتعلق بالصلاة، كتبليغ توقَّفَ إسماعُ المأمومين عليه، وتعليمهم صفة الصلاة، فيستحب الارتفاع حينئذ لمصلحة الصلاة). وللإمام الشافعي نصان في ارتفاع الإمام عن المأموم أو العكس، نصٌ بالكراهة وهو الأصل، ونص بعدم الكراهة حمله الشافعية على حالة التعليم ونحوه كما ذكرنا، وليس السبب هو التكبر وعدمه. وقوّي الشهاب الرملي كراهة الارتفاع بأن الصلاة على هذه الهيئة لا تصح على مذهب الإمام مالك، ولكن قيدوا الكراهة بحال إذا أمكن وقوفهما بمستوٍ، وإلا فلا كراهة، وذلك ينطبق كما قال الولي العراقي على المسجد الحرام عند الازدحام، فلا كراهة في صلاة المأموم على السطح حينئذ. (فتاوى الشهاب أحمد الرملي، مطبوعة بهامش الفتاوى الفقهية الكبرى لابن حجر الهيتمي ٢٤٨/١-٢٤٩، وابن حجر الهيتمي، تحفة المحتاج ٣٢١/٢، والخطيب الشربيني، مغني المحتاج ٢٥٢/١، والشمس الرملي، نهاية المحتاج، ١٩٨/٢، وحاشية الشرواني على تحفة المحتاج، مطبوع مع ((التحفة)) ٣٢١/٢).
(١) كلمة: (أسطحة) سقطت من الفرع.
(٢) في الفرع: (بالإمام العام).
(٣) بل أيده الإمام تقي الدين السبكي وغيره من العلماء، فقد سئل عن ذلك فأجاب بأنه يجوز ذلك، وقال: (وهذا كلام صحيح، ومعناه أن الله تعالى في غاية العظمة، ومعنى التعجب في ذلك لا ينكر، =
170