166

Fatāwā al-ʿIrāqī

فتاوى العراقي

Editor

حمزة أحمد فرحان

Publisher

دار الفتح

Edition Number

الأولى

Publication Year

1430 AH

الصلاة التعظيم، فإذا قلنا: (اللهم صلِّ على محمد) فإنما نريد: اللهم عظِّم محمداً في الدنيا بإعلاء ذكره، وإظهار دينه، وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتشفيعه في أمته، وإجزال أجره ومثوبته، وإبداء فضله الأولين والآخرين بالمقام المحمود، وتقديمه على كافة المقربين الشهود(١). قال: (وهذه الأمور وإن كان الله تعالى قد أوجبها للنبي ﷺ، فإن كان شيء منها ذا درجات ومراتب فقد يجوز إذا صلى عليه واحد من أمته فاستجيب له دعاؤه فيه أن يُزاد النبي ﷺ بذلك الدعاء في كل شيء بما سميناه رتبة ودرجة، ولهذا كانت الصلاة مما يقصد بها قضاء حقه، ويتقرب بأدائها إلى الله عز وجل. ويدل على أن قولنا اللهم صلِّ على محمد صلاةً منّا عليه أنّا لا نملك إيصال ما يعظم به أمره، ويعلو به قدره، إنما ذلك بيد الله، فصحَّ أن صلاتنا عليه الدعاء له بذلك، وابتغاؤه من الله عز وجل(٢). قال: (وقد يكون للصلاة عليه وجه آخر، وهو أن يُقال الصلاة عليه كما يُقال السلام عليه، والسلام على فلان، وقد قال الله عز وجل: ﴿أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ﴾ [البقرة: ١٥٧]، ومعناه: لتكن أو كانت الصلاة على رسول الله ﷺ، أي كانت من الله عليه الصلاة، أو لتكن الصلاة من الله عليه، ووجه(٣) ذلك أن التمني على الله سؤال، إلّا أن يقال: (غفر الله لك، ورحمك)، فيقوم ذلك مقام: (اللهم اغفر له، اللهم ارحمه)(٤). انتهى. وحكى القاضي عياض في ((الشفا)) عن بكر

(١) الحليمي، المنهاج في شعب الإيمان، ١٣٣/٢ -١٣٤. وقد تحرفت في مطبوعة المنهاج هذه كثير من كلمات هذا النص بسبب سوء تحقيق هذا الكتاب.

(٢) الحليمي، المنهاج في شعب الإيمان ٢/ ١٣٤.

(٣) في الأصل: (ووجد).

(٤) الحليمي، المنهاج في شعب الإيمان ٢/ ١٣٤.

164