160

Fatāwā al-ʿIrāqī

فتاوى العراقي

Editor

حمزة أحمد فرحان

Publisher

دار الفتح

Edition Number

الأولى

Publication Year

1430 AH

«مستدركه» بإسناد قال هو إنّه صحيح، عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه، عن النبي ﷺ أنه قال: «إذا تشهد أحدكم في الصلاة فليقل: اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، وارحم محمداً، وآل محمد، كما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد»(١)، فهذا فيما أظنّ أصحّ ما ورد في ذكر الرحمة في التشهّد، وقد لا يوافق القاضي عياض على صحته. وروى الإمام أحمد في «مسنده» من رواية أبي داود الأعمى(٢) - وهو ضعيف - عن بُرَيدة(٣) قال: «قلنا يا رسول الله: قد علِمنا كيف

(١) الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين ١/ ٤٠٢، الحديث (٩٩١). وفي سنده: يحيى ابن السباق عن رجل من بني الحارث، عن عبد الله بن مسعود. فالحديث ظاهر الضعف. قال الحافظ ابن حجر العسقلاني عن هذا الحديث: (وأخرجه الحاكم في صحيحه من حديث ابن مسعود، فاغتر بتصحيحه قوم، فوهموا، فإنه من رواية يحيى بن السباق، وهو مجهول، عن رجل مبهم). فتح الباري شرح صحيح البخاري ١١ / ١٩٠.

(٢) أبو داود الأعمى: هو نفيع بن الحارث الهمداني الدارمي. عن الإمام أحمد ابن حنبل أنه قال: (أبو داود الأعمى يقول سمعت العبادلة، ولم يسمع منهم شيئاً)، وقال: (سمعت ابن معين يقول: أبو داود الأعمى يضع، ليس بشيء)، وقال أبو حاتم: (منكر الحديث، ضعيف الحديث)، وقال عنه ابن حبان: (يروي عن الثقات الموضوعات توهما). انظر: ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب ٥/ ٦٢٤.

(٣) هو الصحابي الجليل أبو عبد الله بُرَيدَة بن الحُصَيب بن عبد الله الأسلميّ (ت ٦٣هـ)، أسلم حين مر به النبي مهاجرا بالغمم، وأقام في موضعه حتى مضت بدر واحد، ثم قدم بعد ذلك، فشهد معه مشاهده، وشهد الحديبية وبيعة الرضوان، وكان من ساكني المدينة، ثم تحول إلى البصرة، ثم خرج منها غازياً إلى خراسان، فأقام بمرو حتى مات ودفن فيها، وله ولد بها. وفي الصحيحين عنه أنه غزا مع النبي ست عشرة غزوة، وقال أبو علي الطوسي: (اسم بريدة عامر، وبريدة لقب). ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة ٣٦٧/١ -٣٧٠، الترجمة ٣٩٨، وابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة ١ / ١٥١، الترجمة ٦٢٩.

158