فعبس الكاهن، وأتم صلاته قائلا: فاهتم إذن يا مخلصنا بنعمة روحك القدوس، واشف أوجاع هذا المريض، وضمد جراحاته، واغفر له خطاياه، وأنقذه من أوجاع العقل والجسم، ورد إليه برحمتك صحته وعافيته ظاهرا وباطنا، حتى إذا ارتد بمعونتك إلى صحته يعود إلى خدمتك الروحية.
وبينما كانت الزوجة والولدان يبكون كان سمعان واقفا للنكتة بالمرصاد، وهو واثق أن ابن عمه لا يموت ولا يرتد ...
واستراح الكاهن بعد المرحلة الأولى، وقال للزوجة: لا تحزني ولا تقطعي الرجا، المسحة تنفع جسديا وروحيا. كثيرون مسحناهم وصحوا.
فقبلت مريم يد الكاهن الصالح شاكرة طالبة دعاءه وصلاته، وخرج على أن يعود بعد الفطور، فيعين قرياقوس على الرحيل بسلام. ولكن السلامة بانت في قرياقوس عند الظهر فنطق بعد ذلك الصمت. أفاق كمن استيقظ من حلم مزعج لا يذكر شيئا مما وقع له. يفكر فيخال المدى خمسة أعوام لا بضعة أيام.
وهوت يده اتفاقا إلى وسطه، فانتفض جزعا وصرخ: وأين الكمر!
56
فجاءته به زوجته، فجس الدنانير وتزنر شاكيا آلام الجراح التي شغله فيها لطف الله، أكثر من شهر.
وظل أهل القرية يتناقشون في شفاء قرياقوس. عزاه فريق إلى طب لطف الله العجيب الغريب، أما الأكثرون فعزوه إلى سر المسحة المقدس ... والله أعلم!
الفصل السابع
وأخيرا التقى البطلان
Unknown page