وجاء بطرس موسى غدوة، فخف الآغا لمقابلة جدي، ثم جاءا معا، فقال جدي لبطرس: أتعرف «الأبانا»؟
23
فاستغرب بطرس أولا هذا السؤال، وقال: والو! يا عمي الخوري، أنت مربينا.
فقال جدي: ما فهمت قصدي يا ابني. ثم أدرك بطرس ما أراده جدي، فقال: ولكن يا عمي، ما قال ربنا اغفر لمن ضربنا وشق رأسنا؟
فأجابه: بلى يا ابني. كلمة أخطأ إلينا، تحتمل أكثر من الضرب والجرح. ضاعت ولقيناها يا بطرس، المصارين في البطن تتقاتل. من قارب الحكومة، وظل على جلده قميص؟
وبعد جدال طويل انفرد والدي ببطرس ثم رجعا، وتداول مع غريمه هنيهة وعادا، فإذا بالعقدة انفكت، يدفع حنا ديب لبطرس موسى ثلاث ذهبات عثمانية بدل عطل وضرر.
ووقف جدي ووقف الجميع. أما الخصمان فركعا، فتمتم جدي بعض كلمات واضعا يده على رأسيهما، ثم رفعها ورسم في الهواء شكل صليب، فنهضا عند ذلك يتعانقان، وهتف الحاضرون بصوت واحد: صلح مبارك.
أما الآغا فاقعنسس
24
على الصفة،
Unknown page