59

Farid Fi Icrab

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Investigator

محمد نظام الدين الفتيح

Publisher

دار الزمان للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Publisher Location

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Genres

سُمًى، بوزن هُدًى (١)، وعليه أتى قول الشاعر: ٧ - والله أسماك سُمًى مباركًا ... آثرك اللهُ به إِيثاركا (٢) كما ترى، فإن قلت: فَلِمَ حُذفتِ الألف من اللفظ وفي الخط؟ قلت: أما من اللفظ فلقيام الباء مقامها، وأما في الخط فلكثرة الاستعمال، ولهذا أُثبتت في قوله: ﴿بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ (٣) وفي قولك: ليس اسمٌ كاسم الله (٤). واختُلف في الاسم والمسمى على وجهين: أحدهما: أن الاسم غير المسمى، وإنما هو يدل على المسمى. والثاني وهو الصحيح: أن الاسم هو المسمى، بشهادة قوله جل ذكره: ﴿إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى﴾ (٥) فأخبر ﷿ أن اسمه يحيى، ثم نادى الاسم وخاطبه فقال: ﴿يَايَحْيَى﴾ (٦) ويحيى هو الاسم، والاسم هو يحيى. وقوله: ﴿مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا﴾ (٧)، ولا مقال إن المسميات هي المعبودة، وفيه كلام يطول، ولا يليق ذكره هنا (٨).

(١) جعله ابن الأنباري في الإنصاف ١/ ١٥ لغة خامسة، وتبعوه في زاد المسير ١/ ٨ والتبيان ١/ ٣ والبحر ١/ ١٤. (٢) البيت هكذا في الصحاح مادة (سما) وساقه شاهدًا على اللغة الرابعة المتقدمة (سُم) يعني أنه صحيح الآخر، لذلك رسم فيه هكذا (سُمًا) وتبعه في هذا القرطبي ١/ ١٠٠، وصاحب اللسان (سما). ويؤيد ما ذهب إليه المؤلف ﵀ وهو كونه مقصورًا كهدى -: ابن الأنباري في الإنصاف ١/ ١٥ - ١٦، والسمين الحلبي في الدر المصون ١/ ٢١، لكن قال ابن هشام في أوضح المسالك ١/ ٣٤ - ٣٥: يحتمل الوجهين، لأنه منصوب منون، فيحتمل كهدى، أو أنه سُم ثم دخل عليه الناصب. (٣) سورة العلق، الآية: ١. (٤) ذكر النحاس في إعرابه ١/ ١١٦ أربعة أقوال في سبب حذفها من الخط. (٥) سورة مريم، الآية: ٧. (٦) سورة مريم، الآية: ١٢. (٧) سورة يوسف، الآية: ٤٠. (٨) انظر في الاسم والمسمى: تفسير الماوردي ١/ ٤٨، وتفسير ابن عطية ١/ ٥٥ - ٥٧، وتفسير الرازي ١/ ٩٥ حيث كُتب فيها عدة صفحات، وانظر تفسير القرطبي حيث انتصر إلى=

1 / 59