294

Al-Kitāb al-Farīd fī Iʿrāb al-Qurʾān al-Majīd

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Editor

محمد نظام الدين الفتيح

Publisher

دار الزمان للنشر والتوزيع

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Publisher Location

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Genres

في اللفظ إن اعْتَدَدْتَ بحركة اللام.
ويجوز لك إذا وقفت على ﴿قَالُوا﴾ وابتدأت بقوله: ﴿الْآنَ﴾ ثلاثةُ أوجهٍ: إثبات ألف الوصل مع تحقيق الهمزة الواقعة بعد اللام ليس إلا، وإثباتها مع النقل، وحذفها مع النقل، فاعرفه (١).
وقوله: ﴿فَذَبَحُوهَا﴾ أي: فَحَصَّلُوا البقرةَ الجامعة لهذه الأوصاف كلها ﴿فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ﴾ الذبْحَ (٢).
قيل: لغلاء ثمنها، وقيل: خوف الفضيحة في ظهور القاتل (٣).
﴿وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (٧٢)﴾:
قوله ﷿: ﴿وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا﴾ أي: اذكروا إذ قتلتم، وخوطِبَتِ الجماعةُ لوجود القتل فيهم.
﴿فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا﴾: فاختلفتم واختصمتم في شأنها، وأصل الدَّرْءِ: الدفعُ، وأصله: (تدارأتم)، ووزنه: (تفاعلتم)، غير أن التاء أُدغمت في الدال بعد القلب لكونهما من مخرج واحد، فلما أدغمت سكنت، إذ شرط المدغَم أن يكون ساكنًا، ولم يمكن الابتداء بالساكن، فاجتُلبت له همزةُ

(١) لم أجد من تحدث عن (الآن) في حال الوقف على (قالوا)، وإنما ذكروا وجهًا رابعًا ألحقوه بالأوجه الأولى، ولكنهم خطَّئوه، وهذا سبب إهمال المؤلف ﵀ له، وهو: (قالوا ألآن) بقطع همزة الوصل من (الآن)، ونسبه الزجاج، والنحاس إلى الأخفش، وما أظن الأخفش حكاه إلا كما قاله المؤلف في حال الوقف على (قالوا) والاستئناف بـ (الآن) وهو وجه صحيح في العربية، والله أعلم. انظر معاني الأخفش ١/ ١١٣، ومعاني الزجاج ١/ ١٥٢، وإعراب النحاس ١/ ١٨٦.
(٢) أي: قاربوا أن يدعوا ذبحها، ويتركوا فرض الله عليهم في ذلك. انظر جامع البيان ١/ ٣٥٤.
(٣) خرَّج القولين: الطبري ١/ ٣٥٤ وصوبهما مجتمعين، وانظر النكت والعيون ١/ ١٤١ - ١٤٢.

1 / 294