121

Farid Fi Icrab

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Investigator

محمد نظام الدين الفتيح

Publisher

دار الزمان للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Publisher Location

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Genres

موضعها نصبًا على التمييز، وذلك قوله تعالى: ﴿إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ﴾ (١)، أي: فَنِعْمَ شيئًا هي، كما تقول: نعم رجلًا زيدٌ، أي: نعم الرجل رجلًا زيد، وكذلك التقدير: نعم الشيء شيئًا، ثم قام (ما) مقام شيء، والكلام يأتي عليها في موضعها إن شاء الله، فهذه وجوه (ما) الاسمية. فأما الحرفية فستة أيضًا: أحدهما: أن تكون نافية، ورُتْبَتُهَا أن تكون صدر الجملة، ويحسن دخولها على القبيلين: الأسماء والأفعال. فأما دخولها على الأسماء: فبمنزلة (ليس) في رفعها المبتدأ ونصبها الخبر في لغة أهل الحجاز، نحو: ما زيد منطلقًا، وفي التنزيل: ﴿مَا هَذَا بَشَرًا﴾ (٢). ومشابهتها لليس من وَجهين: أحدهما: الدخول على المبتدأ والخبر. والثاني: نفي ما في الحال، ألا ترى أنك إذا قلت: ما زيد خارجًا، كنت تنفي الحال. وأما بنو تميم فلا يجعلون لها عملًا، وَيُجْرُونها مُجرَى أخواتها التي تدخل على القبيلين، نحو: هل وبل. قال صاحب الكتاب ﵀ في قوله تعالى: ﴿مَا هَذَا بَشَرًا﴾: وبنو تميم يرفعون إلا مَن دَرَى كيف هي في المصحف (٣). فإن قدمتَ الخبرَ، أو نقضتَ النفيَ، أو أوليتَها ما يكون مفعولَ خبرها رَفعتَ ليس إلا، نحو: ما منطلق زيد، ﴿وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ﴾ (٤)، وما طعامَكَ زيدٌ آكِلٌ، ولولا رَفْعُ آكلٍ لما جازت المسألة؛ لأنك إذا رفعت آكلًا

(١) سورة البقرة، الآية: ٢٧١. (٢) سورة يوسف، الآية: ٣١. (٣) سيبويه ١/ ٥٩. (٤) سورة القمر، الآية: ٥٠.

1 / 121