229

Faraj Bacda Shidda

الفرج بعد الشدة

Investigator

عبود الشالجى

Publisher

دار صادر، بيروت

Publication Year

1398 هـ - 1978 م

وطار العصفور ، ووقف الشاهمرج، فعاد العصفور إلى المطهرة، فبادره الشاهمرج فأخذه بحمية، فابتلعه.

فلما صار في حوصلته، عاد إلى المطهرة، فتغسل، ونشر جناحيه وصاح، فبكيت، ورفعت رأسي إلى السماء، وقلت: اللهم، كما فرجت عن هذا الشاهمرج، فرج عنا، وارزقنا من حيث لا نحتسب.

فما رددت طرفي، حتى دق بابي، فقلت: من أنت؟ قال: أنا إبراهيم بن يوحنا، وكيل العباس بن المأمون.

فقلت: ادخل، فدخل، فلما نظر إلى صورتي، قال: ما لي أراك على هذه الصورة، فكتمته خبري.

فقال لي: الأمير يقرأ عليك السلام، وقد اصطبح اليوم، وذكرك وقد أمر لك بخمس مائة دينار، وأخرج الكيس فوضعه بين يدي.

فحمدت الله تعالى، ودعوت للعباس، ثم شرحت له قصتي، وأطفته في داري وبيوتي، وحدثته بحديث الدابة، وما تقاسيه من الضر، والمنديل، والشاهمرج، والدعاء، فتوجع لي، وانصرف.

ولم يلبث أن عاد، فقال لي: صرت إلى الأمير، وحدثته بحديثك كله، فاغتم بذلك، وأمر لك بخمس مائة دينار أخرى، قال: تأثث بتلك، وأنفق هذه، إلى أن يفرج الله.

وعاد غلامي، وقد باع المنديل، واشتري منه ما أردته، فأريته الدنانير، وحدثته الحديث، ففرح حتى كاد أن تنشق مرارته.

وما زال صنع الله يتعاهدنا.

Page 301