Fann Islami Fi Misr
الفن الإسلامي في مصر: من الفتح العربي إلى نهاية العصر الطولوني
Genres
47
وكتب بعض العلماء في ذلك ، فألف السيوطي مثلا رسالة سماها: «إعلام الأريب بحدوث بدعة المحاريب».
48
وليس علماء الآثار متفقين في تحديد التاريخ الذي بدأ فيه استعمال المحاريب في المساجد، ولكن أكثرهم يعتقد أن ذلك كان في عصر الوليد بن عبد الملك (755-715) حين اتخذ عمر بن عبد العزيز عامله على المدينة محرابا في مسجدها، ويروون أيضا أن قرة بن شريك، عامل الوليد على مصر من سنة 709 إلى سنة 715 هو الذي أدخل المحراب في مساجدها.
49
على أن هناك مساجد متأخرة لا محراب فيها، ومن ذلك: الجامع القديم الذي بني بضريح الشيخ صفي الدين بأردبيل، في القرنين السادس عشر والسابع عشر، والذي لا شيء يحدد اتجاه القبلة فيه إلا مدخله، وأكبر الظن أيضا أن جامع أبي دلف بسامرا لم يكن له أي محراب.
50
ومهما يكن من شيء فإن في الجامع الطولوني ستة محاريب، لا يهمنا الآن إلا اثنان منها: الكبير، وهو الذي كان موجودا في عصر ابن طولون، وقد عملت فيه إصلاحات عديدة، ثم محراب قديم بقيت فيه زخارف طولونية متأخرة.
ويروي المقريزي أن مجلسا عقد في عصر الناصر محمد بن قلاون؛ للنظر في أمر المحراب الكبير، وأجمع أعضاؤه على أنه منحرف عن خط سمت القبلة إلى جهة الجنوب مغربا بقدر أربع عشرة درجة.
51
Unknown page