إلى هنا رأيت ثلاثا من درجات الدورية المركبة من صنفي الدورانين الأصليين البسيطين المحوري والمركزي: (1)
الكون الأعظم - الجامع جميع المجرات - يدور على نفسه دورة مركزية. (2)
سدم تدور متساوقة متسابقة حول مركز الكون الأعظم، وبالوقت نفسه كل سديم منها يدور حول نفسه؛ فلكل سديم دورتان: محورية ومركزية. (3)
سديمات تدور متساوقة متسابقة حول مركز السديم الأصلي الأعظم، وبالوقت نفسه كل سديمة تدور على محورها، وبالوقت نفسه أيضا السديم الأكبر - مجموع السديمات - يدور بها جميعا حول مركز الكون الأعظم؛ إذن لكل سديمة ثلاث دورانات: دورة محورية ذاتية، ودورة سديمية عامة، ودورة كونية أعم.
نترك الآن الدرجتين العظميين الأوليين ونعود إلى الدرجة الثلاثية - إلى السديمة. فإذا تصورناها تتطور كما يتطور أبوها السديم الأصلي تحت تأثير العوامل نفسها، وفي مثل تلك الظروف والأحوال؛ فهمنا جيدا كيف تقطعت إلى مجموعات نجوم وإلى نجوم منفردة مستقلة.
يغلب أن تكون قوة الشرود عن المركز أفعل العوامل في تقطيع السديمة إلى نجوم؛ لأن هذه القوة تسرع بتحويل شكلها الكروي إلى شكل قرصي، قبل أن تتمالك قوة الجذب إلى المركز بتقليصها؛ أي: إن التحول القرصي يكون أسرع من التقلص، ولذلك تتناثر كتلها من محيطها تناثرا، وكل كتلة منتثرة تتحول إلى نجم يدور على محوره فيما هو لا يزال يدور حول مركز السديمة.
في مجرتنا كثير من المجموعات النجمية التي تسمى عناقيد كروية
Globular Cluster
هذه المجموعات العنقودية كانت في الأصل سديمات ثم تحولت إلى نجوم، على أن العنقود النجمي لا يزال يدور على نفسه؛ أي: إن نجومه تدور متساوقة حول مركزه كما كانت السديمة التي انحلت إليه تفعل قبل أن تنحل، وفي الوقت نفسه كان كل نجم منها يدور على محوره ولم يبق من سديمات مجرتنا بلا انحلال إلا نحو 20 سديمة لا تزال في دور التفكك. ويندر أن تجد في المجرة نجما مستقلا بدورته، وسيره غير مشترك بعنقود من العناقيد أو كوكبة من الكوكبات، وهذه العناقيد أو الكوكبات تختلف باختلاف أحجام السديمات التي اشتقت منها، وقد يبلغ عدد النجيمات في العنقود الواحد أكثر من 150 ألف نجم.
ترى مما تقدم أن النجم في الدرجة الرابعة من الاشتقاق؛ أي: هو ابن سديمة وحفيد سديم، والسديم هو ابن الكون الأعظم؛ لذلك للنجم أربع حركات؛ أولا: دورته المحورية. ثانيا: دورته مع إخوته حول مركز العنقود أو الكوكبة. ثالثا: سيره مع العنقود في دوران هذا حول مركز المجرة. ثم رابعا: سيره مع المجرة في دورانها حول مركز الكون الأعظم.
Unknown page