إذا كان الجسم مؤلفا من وحدات، ذريرات أو ذرات أو جزيئات ... إلخ غير متكاثفة وقليلة التماسك فيما بينها، كالشمس أو السديمة أو السديم؛ فلا يتسنى له أن يدور ككتلة واحدة دورانا محوريا، ولا سيما إذا كان كبيرا؛ حتى لو ابتدأ حياته بالدوران المحوري فلا يلبث أن يفقد هذا الأسلوب من الدوران؛ لأنه واقع تحت عوامل مختلفة تمزق وحدته أو كتلته وهي:
أولا:
أن دورانه ككتلة واحدة على محوره يحرج مناطقه المتطرفة أن تقطع مسافات طويلة بسرعة فائقة، ولا سيما إذا كان كبيرا جدا. وقد تكون السرعة هناك أكثر من سرعة الذرات في دورانها المحوري الخاص بها، فلا تستطيع الذرات المتطرفة أن تجاري المجموع في تلك السرعة فتتخلف عنها. وإذا كان المجموع يجاري تلك المناطق المتطرفة في السرعة التي تحتملها كانت سرعة المناطق الداخلية القريبة إلى المحور بطيئة جدا لا تصبر عليها ذراتها المتزاحمة هناك، بل تعجل في الدوران المركزي مخالفة سائر المناطق التي حولها؛ وفي كلتا الحالتين تكون النتيجة حتما اختلاف المناطق في سرعة الدوران .
ثانيا:
أن قلة تكاثف المجموع أو لطافته أو قلة تماسك أجزائه، لتباعد ذراته وذريراته بعضها عن بعض؛ تخول قانون التسارع أن يفعل فعله بتوزيع السرعة على المناطق حسب بعدها عن المركز؛ أي: إن المناطق القربى إلى المركز تكون بحكم هذا القانون أسرع دورانا من المناطق البعيدة؛ وإذن لا يبقى ذلك المجموع دائرا كتلة واحدة، بل يصبح طبقات مستقلة بعضها عن بعض في دورانها وسرعاتها. وهذا هو الحادث في النظام الشمسي ونظام الكوكبات ونظام المجرة؛ أي: إن وحداتها القريبة للمركز سريعة والبعيدة بطيئة.
4
ثالثا:
أن قانون الجاذبية القاضي بأن الجذب ينقص كمربع البعد عن المركز يجعل الطبقات المتطرفة أقل خضوعا لقوة الجذب المركزي وأكثر خضوعا لقوة التجاذب المتجاور؛ أي: إن قوة تجاذب الذرات المتجاورة تتغلب على قوة الانجذاب نحو المركز العام. فتشرع كل جماعة من الذرات تستقل بحركاتها بعض الاستقلال عن المركز، وتكون لنفسها مركزا خاصا تتداور حوله مع بقائها دائرة حول المركز العام، كما هو الحال في الكوكبات
Constalation
بالنسبة إلى المجرة
Unknown page