Teles »
48
وكان طيليس من الذين علموا في ميغارة (حوالي 240ق.م) ودرس كتابات بيون وأرسطبس وإستلفون وديوجنيس وإقراطس، واستشهد بها في تأملاته التي تناولت بحوثا عميقة في الظواهر والحقائق والاستقلال والفقر والثروة والغنى وعلاقات الحياة واللذة وضبط الانفعالات. (17) ثيوذورس
أما «ثيوذورس
Theodorus » فمن رجال المذهب المتأخرين، كان على غرار «دياغوراس
Diagoras » فوصف بأنه منكر لله، تلقاء ما أظهر من منابذة للدين، واعتبر في رومية، وفي عصر قيقرون من الملحدين المنكرين لوجود الله
Atheists
ويقال إن ثيوذورس - وكان له أتباع كثيرون - ترك أثرا في فلسفة أبيقور وتعاليمه، بالرغم من أن أبيقور نزع إلى فكرة معتدلة في الألوهية، ويزعم البعض أن منكري الألوهية، كانوا ممن يقعون تحت طائلة القانون في أثينا، وفي عصر ديمطريوس فيلاريوس الذي ظلل أرسطبس بحمايته، ويقال أيضا إن ثيوذورس اتهم بسبب ذلك، وحكم عليه بأن يشرب الشوكران كسقراط، ولكن لم يكن من طابع أولئك الرجال الذين يضحون بأنفسهم، وإن كانوا ممن يذهبون مذهب الدعوة إلى التضحية بالذات، وأخذ بعد ذلك يتنقل من بلاط إلى بلاط من غير أن يرائي، أو يمدح نفاقا أحدا ممن ضيفوه، حتى قال له أمين بلاط لسيماخوس في تراقيا: «يظهر لي أنك الرجل الوحيد الذي ينكر الآلهة والملوك معا.»
49
وكان أقرب رجال المذهب إلى مؤسسه الأول قوة عقل وصلابة أخلاق، فلم يعترف بقيمة الصداقة قائلا: «إن الأحمق لا يستطيع الانتفاع بالأصدقاء، والعاقل لا حاجة له بهم.»
Unknown page