Meister-Eckhart-Preis
سنة 2014، وذلك بفضل المساهمات التي قدمتها حول الهجرة والتعدد الثقافي والهوية. هناك عنصر هام في ذاكرة الفيلسوفة بن حبيب يتعلق بالهوية اليهودية من خلال مجموع الوقائع التي عاشتها عائلتها مع الغربة، وهو الأمر الذي ساهم في جزء كبير من تشكيل شخصيتها، حيث تعود محنة عائلتها إلى سنة 1492 التي ارتحلت فيها إلى تركيا (إبان الحكم العثماني) فرارا من إسبانيا من جراء حملة محاكم التفتيش التي كانت تجبر المختلف عقائديا على تغيير عقيدته الدينية.
أثر في سيلا أساتذة أمريكيون فروا إلى تركيا بسبب موقفهم من غزو الفيتنام، ناهيك عن الحركة الطلابية والحركات العمالية والاحتجاجية المطالبة بالاستقلال. وقد مثلت الفلسفة السياسية توجهها الأول،
3
لأنها كانت من جيل الحركة الطلابية 1968 التي يعود لها الفضل في بناء توجهها الفكري والسياسي «الاشتراكي الديمقراطي» كتبت أطروحتها في فلسفة هيجل السياسية سنة 1977 (أي في النصف الثاني من عقدها الثالث)، حيث قارنت فيها بين تصور هيجل لمفهوم الحق والحق الطبيعي. وبعد ذلك ناقشت أطروحتها في فلسفة هوبز.
وتنظر بن حبيب إلى الفلسفة السياسية لا كبحث في تاريخ الفكر أو الفلسفة السياسيين، بقدر ما هي الاتصال بالأحداث الراهنة والمعيشة،
4 (وعلى هذا الأساس ارتأينا التركيز على مواقفها من قضايا عالم اليوم من قبيل: فلسطين، إسرائيل، تركيا، الاتحاد الأوروبي، الربيع العربي) إنصافا لروح فلسفتها. وتصرح سيلا بن حبيب أن «التحول الكبير الذي عاشته حدث في سنوات التسعينيات، حيث دشنت البحث في قضايا التعددية الثقافية والمواطنة والهجرة داخل الاتحاد الأوروبي».
5
أما عن علاقتها بهابرماس فتقول: «يعود الفضل لهابرماس في نحته لمفهوم العقلانية التواصلية، وأنا بدوري أعتبر أن العقلانية التواصلية مسلمة، وأفترض مسبقا أن كل عملي يتمحور حول صلاحية الانتقال إلى العقلانية التواصلية. كنت مهتمة بالروابط بين العقلانية التواصلية والأخلاق والديمقراطية التشاورية، حيث يلعب الفضاء العمومي دورا محوريا.
هناك تحول في الفضاء العمومي ساهمت فيه وسائل الإعلام والتواصل الحديثة، ويؤثر على الحركات الاجتماعية والفعل السياسي عموما، ويتوجب الوعي بهذه التحولات التي تخترق العالم، وأطلب في هذا السياق: ما هي التجربة الملموسة لجيل ابنتي مثلا التي ولدت سنة 1986؟ تستيقظ الأجيال الجديدة وتشغل حاسوبها وتتلقى كل الأخبار والمعلومات في وقتها عبر النت، هذا من جهة، ومن جهة أخرى نحن أمام مركزة صاعدة ومحتكرة لوسائل الإعلام.»
Unknown page