99

Falak Dair

الفلك الدائر على المثل السائر (مطبوع بآخر الجزء الرابع من المثل السائر)

Investigator

أحمد الحوفي، بدوي طبانة

Publisher

دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع

Publisher Location

الفجالة - القاهرة

السوابق، وطعنت فرسانها برماح الكيد والحط لا برماح سمهر والخط١، فكأنما كانت جبالها تشكو عطل الأعناق، فنظمت جيادك لها مكان القلائد، وأدرتها مكان الأطواق، وخضبت ذلك الصعيد بخضاب من الدماء لا من الكتم٢ والحناء، وجعلت حمامه سجودا في غير محراب، وهجودا لا برون حكما إلا حكم العذاب، وكم هدمت لهم من حصن بعد حصن، في مشهد بعد مشهد، وأعدتها أطلالا، ولكنها ليست لخولة ببرقة تهمد، وجعلت عمارة تلك المعالم كرواجع الوشوم في نواشر المعاصم، وأذقت الردى أهلها والجنادل، وسقت ما فوق المعاقل حتى كدت تسوق المعاقل. هذا محلول قوله: تنكسهم والسابقات جبالهم ... وتطعن فيهم والرماح المكايد وتضحى الحصون المشمخرات في الذرى ... وخيلك في أعناقهن قلائد مخضبة والقوم صرعى كأنها ... وإن لم يكونوا ساجدين مساجد وألحقن بالصفصاف" سابور فانهوى ... وذاق الردى أهلاهما والجلامد٣

١ سمهر: رجل كان يقوم الرماح فنسبت إليه. الخط: مرفأ بالبحريين، كانت ترد إليه الرماح من الهند. ٢ الكتم: بالتحريك نبت يخلط بالوشم يختضب به. ٣ الديوان ١/ ١٨٢ وفي الديوان البيت الثالث مقدم على الأبيات. يقول إنك تنزلهم من جبالهم منكوسين أو من خيولهم التي كأنها الجبال. المشمخرات: المرتفعات. الصفصاف وسابور: حصنان منيعان للروم.

4 / 113