تذهب الكلال، وترهف الكليل، وتنزع الغل وتشفي الغليل، وتعقب الراحة، وإن عجلت النصب، وتقوم الأعمال مقام الدواء للوصب. فليكن لها ملازما، وعليها مواظبا، ولمهاد الدعة وجانب الكسل مجانبا، فمن لم تسوده البيداء لم تسوده العلياء، ومن لم تلفح جسمه السمائم لم تبيض وجهه المكارم".
وهذا مأخوذة من قوله:
ما ابيض وجه المرء في طلب العلا ... حتى يسود وجهه في البيد
ومن ذلك قولي في هذا التوقيع لناظر قد رتب على زراعة غيره، وأمر بتربية ذلك المزروع وهو: "وبتربية المزروعات لسنة كذا الخراجية، وترتيب النواطير والحفطة لها، وتعاهدها بالسقى عند حاجتها، فليكن معظم زمانه مصروفا إليه، وموقوفا عليه، فهذا الارتفاع إن لم يكن غارسه فهو حارسه، وإن كان قد سبقه إنشاؤه وابتداؤه فعليه تربيته وإنماؤه، فالأعمال بختامها، والمبادئ بإتمامها، وليس لمن وضع أسه، بل لمن كمله، ولا الصيد لمن أثاره، بل لمن حصله".
في هذا الكلام من الأمثال المشهورة قولهم: "الأعمال بخواتيمها"، ومن الأمثال النبوية قوله: ليس الصيد لمن أثاره، بل لمن حصله.
ومن ذلك قولي في هذا التوقيع توصية بالمعاملات لسنة كذا الخراجية: "فليضاعف رجالها، وليعمر أعمالها، فهو مفتتح ارتفاعه، وبكر خدمته،