129

Falak Dair

الفلك الدائر على المثل السائر (مطبوع بآخر الجزء الرابع من المثل السائر)

Investigator

أحمد الحوفي، بدوي طبانة

Publisher

دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع

Publisher Location

الفجالة - القاهرة

له العصا١، وسواه يقعقع له بالحصا، والعوان لا تعلم الخمرة٢، والفطن٣ لا يوصى إلا مره. وإذا احتاج الحسام إلى الغمد والجواد إلى الهمز، فهو٤ الغني يرشده عن الإرشاد، وابن جلا وطلاع النجاد٥". هذا الفصل يتضمن أمثالا عدة منها: فغيره يقرع له بالعصا، من قول الشاعر: لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ... وما علم الإنسان إلا ليعلما

١ قال ابن الأعرابي: أول من قرعت له العصا عامر بن الظرب العدوائي -وقيل غيره- وكان من حكماء العرب لا تعدل بفهمه فهما ولا بحكمه حكما. فلما طعن في السن أنكر من عقله شيئا، فقال لبنيه إني قد كبرت سني وعرض لي سهو، فإذا رأيتموني خرجت من كلامي فاقرعوا لي المجن بالعصا. وهو الذي يريده المتلمس بقوله: لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ... وما علم الإنسان إلا ليعلما والمثل يضرب لمن إذا نبه انتبه "مجمع الأمثال ١/ ٢٥". ٢ بالأصل "القران". والعوان هي المرأة المتزوجة. والخمر الاختمار أي أنها لا تحتاج إلى من يعلمها وضع الخمار. يضرب المثل للرجل المجرب "مجمع الأمثال ١/ ١٣": ٣ في الأصل "الكفن". ٤ في الأصل "فهي". ٥ يضرب للمشهور المتعالم، وهو من قول سحيم بن وثيل الرياحي: أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني وتمثل به الحجاج في خطبته بالكوفة. قال بعضهم ابن جلا النهار، وحُكي عن عيسى بن عمر أنه كان لا يصرف رجلا يسمى بضرب "فعل ماض"، ويحتج بهذا البيت، ويقول: لم ينون رجل لأنه على وزن فعل. قالوا: لا حجة له في البيت لأن الشاعر أراد الحكاية فحكى الاسم على ما كان قبل التسمية. وتقديره أنا ابن الذي يقال له جلا الأمور وكشفها.

4 / 143