107

Fajr Satic

الفجر الساطع على الصحيح الجامع

...وقال السهيلي: ( إذا جاز أن يكونوا في تلك الحالة عالمين، جاز أن يكونوا سامعين، وأما استدلالها بالآيتين فأجيب عنه بأجوبة أحدهما ما سبق عن قتادة أن الله تعالى أحياهم حتى أسمعهم)(1)، قال مغلطاي(2): ( على تأويل قتادة فقهاء الأمة وجماعة أهل السنة، وعلى ذلك تأوله عبد الله بن عمر وهو راوي الحديث) ه؛ ثانيها ما ذكره المص هنا عن عروة أن محل نفي سماعهم حين استقرارهم في النار لا قبل ذلك؛ ثالثها ما قاله الإسماعيلي أن إسماعهم أي إبلاغ صوت النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم إنما كان من الله، لا من النبي - صلى الله عليه وسلم - ه، ونحوه للسهيلي قائلا: ( هو كقوله تعالى: " أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي"(3)، أي الله هو يهدي ويوفق ويوصل الموعظة إلى آذان القلوب لا أنت)(4)؛ رابعها ما قاله السهيلي أيضا، وأوضحه ابن حجر، أن المراد بالموتى وبمن في القبور في الآيتين الكفار الأحياء مجازا شبهوا بالموتى في عدم انتفاعهم بما يسمعون، أي إنك لا تسمع من هم في حال الموتى، أو في حال من سكن القبور، وعلى هذا لا يبقى في الآية دليل على ما نفته عائشة رضي الله عنها أصلا، والله أعلم(5).

Page 18