فقلت مصححا: الأستاذ علي علام من أنجح كتاب العمود اليومي.
فدوى صوته وهو يقول: طظ وطظ وطظ! - لماذا؟ - ليتك تبلغه رأيي، خذ رقم التاكس، اسمي عتريس الغندور، وليته يغضب ويجيء لتأديبي، فأسوي به الأرض ببصقة واحدة، وعد علي ونذر ألا أمد له يدا أو رجلا، بصقة تكفيه وزيادة.
أسفت على عجزي عن الغضب الواجب للفارق غير المحدود بين ضعفي وقوته، وقلت: لا أفهم شيئا، ولكني مقتنع تماما بأنه لا ضرورة لهذا الغضب.
فقال وهو يزداد انفعالا: حضرته كتب عمودا عن السواقين الذين لا يشغلون العداد، ثم حرض علينا وزير الداخلية.
فقلت بهدوء: هذا رأي، ولعله تلقى شكاوى كثيرة من الأهالي. - أهالي؟! وهل يهمه أمر الأهالي؟! لمحته مرة في سيارة قد المترو، منتفشا كالديك الرومي، ماذا يعرف عن همومنا ليشرع ويحرض، ابن القديمة؟! - لا .. لا .. من فضلك!
ثم بنبرة واضحة: لو عرفته عن قرب؛ لغيرت رأيك في الحال.
فصاح: لو قابلته لشوهت وجهه حتى لتجهله زوجته. - المسألة بسيطة، لماذا لا تكتب له بوجهة نظرك؟
فقال بصوت الرعد: وما قيمته في الدنيا إذا لم يعرف الحقائق بنفسه؟ هو صحفي أم سائح غريب؟ ألم يسمع عن الغلاء؟ وكيف تحدث رقيعا عن الفول والطعمية وهو لا يهمه إلا الويسكي والسيجار؟ اللعنة على كتاب درب الأغوات! - الحق، والحق يقال، إنه من أصدق دعاة العدالة الاجتماعية.
فأصدر صوتا إسكندريا وضحك طويلا ثم قال: يا حلاوة .. يا حلاوة .. عدالة تجار العملة والمخدرات! - عن كل شيء كتب. - هل كتب عن أبناء «فلان»، من أين لهم القصور والملايين؟ - لا تصدق كل إشاعة. - إشاعة؟! .. وعلان الذي نشرت الصحف أنه سرق منه خمسون ألفا من الدولارات؟ - ما أكثر حملاته عن الانحراف والمنحرفين!
ومضى يعد أسماء رجال ونساء، ثم قال: يا خبر أسود يا هوه .. ينسى كل هؤلاء ويتشطر على عداد التاكسي؟
Unknown page