44

Fajr Kadhib

الفجر الكاذب

Genres

ومضى إلى معمل التحليل مهموما مغتما. وانغرزت الإبرة في كبده مصحوبة بآلام لم يتوقعها.

وفي مساء اليوم التالي ذهب بالنتيجة إلى الطبيب، وقال للطبيب وهو يتفحصها: صارحني بالحقيقة الكاملة إني مستعد لذلك.

فقال الرجل بجدية: هيهات أن يسهل خداعك.

فقال متظاهرا بالبساطة: إذن فهو ما كنا نخشاه؟

أجاب بإيماءة من رأسه فقال المريض: وإذن فلا شفاء ولا دواء، ولكن مجرد مسكنات! - بل يرجى إيقاف الورم، وليس هذا بالإنجاز القليل. - أتنصحني بالسفر إلى الخارج؟ - ما كنت لأتأخر عن اقتراحه عليك لو أفاد.

وتفكر قليلا ثم سأله: هل يمكن أن تحدد لي المدة الباقية من حياتي.

فقال بعجلة: كلا! الأعمار بيد الله وحده. - ولو على وجه التقريب؟ - كلا! كلنا أمام الموت سواء. وقد يسبقك إليه جميع الأصحاء من أصحابك؟

فقال برجاء: جنبني الألم ما استطعت. - هذا متيسر.

بين يوم وليلة، بل في غمضة عين، مذهل حقا مذهل، خاطب نفسه بقوة: «حذار من الانهيار». وقال لها أيضا: «سلمي بهذا الواقع كأي واقع آخر». ومن أول لحظة قال له عقله كلاما مليحا، ولكنه لم يستطع أن يخلصه من قبضة الهزيمة والخوف والأسى. وقال له صديق: ليتك تستطيع أن تتناسى الموضوع.

فقال: هذا ما أحاوله؛ وإلا فلن أنجز شيئا.

Unknown page