مجلسا فذكر بالله وحذر قومه ما أصاب من قبلهم من الأمم من نقمة الله، خلفه في مجلسه إذا قام، ثم قال: أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثا منه، فهلم إلي، فأنا أحدثكم أحسن من حديثه! ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم واسفنديار، ثم يقول: بماذا محمد أحسن حديثا مني؟ قال ابن هشام: وهو الذي قال فيما بلغني: «سأنزل مثل ما أنزل الله»
8 . •••
ولعله بعد الذي ذكرنا؛ من علاقات العرب بمن حولهم من الفرس والروم تجاريا! وسياسيا ودينيا، وما ذكرناه عن لقمان من أنه حبشي أو يهودي أو مصري، ومن إجماعهم على أنه ليس بعربي، وما كان من شبه بين أمثال سليمان والأمثال العربية، وما أشرنا إليه من وجوه الشبه بين بعض قصصهم وقصص الأمم الأخرى، وما كانوا يتحدثون به من أقاصيص الفرس؛ يتضح لك أن العرب لم يكونوا - كما يفهم كثير من الناس - مستقلين عن غيرهم من الأمم استقلالا تاما، لا في وسائلهم الاقتصادية، ولا السياسية ولا الأدبية؛ فلما جاء الإسلام كان الاتصال أتم، وأثر الامتزاج أكبر، كما سيتضح إن شاء الله.
مصادر هذا الباب
ذكرنا في ثنايا هذا البحث كثيرا من الكتب التي رجعنا إليها، ونزيد عليها أننا استفدنا أيضا كثيرا من الكتب الآتية: (1)
دائرة المعارف الإسلامية في مادة «عرب» و«خمير» و«كهلان» وغير ذلك من مواد أخرى متفرقة. (2)
كتاب «العرب قبل الإسلام»
Arabia before Mohammad
تأليف
O’leary . (3)
Unknown page