4 ، وزعموا أن الهديل فرخ كان على عهد نوح؛ فصاده جارح، فما من حمامة إلا وهي تبكيه وتدعوه فلا يجيبها؛ قال بعضهم:
وما من تهتفين به لنصر
بأسرع جابة لك من هديل
وقولنا في هذا النوع كقولنا في سابقه. (4) القصص
كان للعرب قصص، وهو باب كبير من أبواب أدبهم، وفيه دلالة كبيرة على عقليتهم، وهذا القصص في الجاهلية أنواع، منها:
أيام العرب:
وهي تدور حول الوقائع الحربية التي وقعت في الجاهلية بين القبائل، كيوم داحس والغبراء، ويوم الفجار، ويوم الكلاب؛ أو بين بعض العرب وأمم أخرى كيوم ذي قار، وكان بين شيبان والفرس، وانتصر فيه العرب، وكانت هذه القصص موضوع العرب في سمرهم في جاهليتهم وفي إسلامهم، «قيل لبعض أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ما كنتم تتحدثون به إذا خلوتم في مجالسكم؟ قال: كنا نتناشد الشعر، ونتحدث بأخبار جاهليتنا»، وترى هذه الأيام وأخبارها مجموعة في العقد الفريد، وأمثال الميداني؛ وقد زاد القصاص في بعضها وشوهوا بعض حقائقها، كالذي تراه في أخبارهم التي حكوها في موت الزباء، إذا قارنت بين ما قصوه وما ذكره ثقات المؤرخين عن زنوبيا
Zenobia
فخبر الزباء المروي في الكتب العربية عن هشام بن محمد الكلبي، رواية خيالية موضوعة لا تتفق والتاريخ، ولسنا ندري هل أفسدها العرب في جاهليتهم، أو أفسدها رواة الأدب في الإسلام.
Unknown page