ابن خلكان.
الفصل السادس عشر
الحديث
يراد بالسنة أو الحديث ما ورد عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
من قول أو فعل أو تقرير، وبعد عصر الرسول ضم إلى الحديث ما ورد عن الصحابة، فالصحابة، كانوا يعاشرون النبي
صلى الله عليه وسلم
ويسمعون قوله ويشاهدون عمله، ويحدثون بما رأوا وما سمعوا، وجاء التابعون بعد فعاشروا الصحابة وسمعوا منهم ورأوا ما فعلوا، فكان من الأخبار عن رسول الله وصحابته «الحديث».
للحديث قيمة كبرى في الدين تلي رتبة القرآن، فكثير من آيات القرآن مجملة أو مطلقة أو عامة، فجاء قول رسول الله أو عمله فبينها أو قيدها أو خصصها، فالقرآن مثلا لم يبين تفاصيل الصلاة، إنما أمر بها مجملة، وفعل النبي أوضح أوقاتها وكيفياتها، وحرم القرآن الخمر بقوله تعلى:
إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ، ولكن ما المراد بالخمر؟ وأي المقادير يحرم؟ ونحو ذلك، كل هذا بينه الحديث.
Unknown page