227

Fajr Damir

فجر الضمير

Genres

وينهى «أمينموبي» عن الاشتباك مع السفيه، فيقول: «لا تشتبكن في نزاع مع سفيه اللسان.»

ويحض الشاب على عدم الدخول في علاقة ما مع أمثال أولئك الرجال، والكلمة التي عبر بها ذلك الحكيم عن الرجل الطائش والمشاغب والأحمق هي النعت «حار»، وفيها ما يوضح المعنى وزيادة. وهذه الكلمة المصرية القديمة معادلة للكلمة العبرية التي ترجمت بها في كتاب الأمثال من الكتاب المقدس وهي «المستخف»، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى نجد أن التسمية التي استعملها ذلك الحكيم أيضا للدلالة على «المتواضع» و«الضابط لنفسه» هي «الصامت حقا» الذي يعامل الجميع بلطف وتواضع. وهذا المعنى يتصل اتصالا وثيقا بالعابد المتبتل الصامت الذي تقدم ذكره فيما مضى، وهو يماثل على ما يظهر «الرجل الحازم» الذي نجده في الأمثال العبرية. ومثل ذلك الرجل يعامل الأرملة التي يجدها تتلقط فضلات الحقل برفق وأناة، كما ذكر «أمينموبي» ابنه بأن:

الله يحب الذي يدخل السرور على الرجل المتواضع

أكثر من الذي يحترم الرجل العظيم.

وهذه الروح الرقيقة العطوفة هي التي تنصح بأن الفقير والمحزون لا يعاملان بالقسوة، كما يقول الحكيم:

لا تضحكن من رجل أعمى ولا تهزأن بقزم.

ولا تؤذين زمنا (يعني مقعدا).

ولا تستهزئن برجل يكون في يد الله (يعني بين يدي الله).

ولا تقسون عليه عندما يبغي (يعني يجور أو يذنب).

Unknown page