212

Fajr Damir

فجر الضمير

Genres

وكما أننا نجد العبري التقي يحب «بيت المقدس» موطن ربه منذ القدم، كذلك كان ذلك المصري القديم يولي وجهه في تعبده شطر مدينة الشمس العظيمة التي نشأ فيها مذهب آبائه منذ حوالي ثلاثة آلاف سنة، حيث يقول:

إن قلبي يتطلع إلى «هليوبوليس»

فإن قلبي ينشرح وصدري يفرح

وتضرعاتي يستمع إليها

وحتى صلواتي اليومية وأناشيدي الليلية

وتوسلاتي ستزدهر في فمي؛ لأنها سمعت هذا اليوم.

فالأناشيد القديمة كانت تتألف من أوصاف الحوادث الخرافية، وكلها أمور خارجية بالنسبة لحياة المتعبد، حتى إنه كان في مقدور كل إنسان أن يبتهل إلى الإله بنفس الصيغة التي يبتهل بها غيره، فصارت الابتهالات آنئذ مظهرا لإحساسات باطنية؛ أي إنها تعبير يراد به الاتصال الذاتي بالإله، وهو اتصال يرى فيه المتعبد أن إلهه يغذي الروح كما يغذي الراعي قطيعه، ونجد ذلك في القول الآتي:

يا آمون أنت يا مخرج القطعان في الصباح

ومرشد المتألم إلى المرعى

وكما يقود الراعي القطعان إلى المرعى فأنت كذلك تفعل

Unknown page