Faith in the Hereafter and Its Impact on the Individual and Society
الإيمان باليوم الآخر وأثره على الفرد والمجتمع
Genres
قال الإمام الغزالي ﵀:"وقد وصف الله بعض دواهيها، وأكثر من أساميها؛ لنقف بكثرة أساميها على كثرة معانيها، فليس المقصود بكثرة الأسامي تكرير الأسامي والألقاب، بل الغرض تنبيه أولي الألباب. فتحت كل اسم من أسماء يوم القيامة سر، وفي كل نعت من نعوتها معنى، فاحرص على معرفة معانيها " (^١)
وقال الإمام القرطبي ﵀: " ولِعِظَمِها أكثر الناس السؤال عنها .... وكل ما عظم شأنه تعددت صفاته وكذا أسماؤه. وهذا جميع كلام العرب ... فالقيامة لما عظم أمرها، وكثرت أهوالها، سماها الله تعالى في كتابه بأسماء عديدة، ووصفها بأوصاف كثيرة " (^٢)
وقال العلامة ابن عماد الأفقهسي ﵀: " ولا جرم أن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى، أو على عظمه، أو تهويل أمره، ولهذا أقسم الله به " (^٣)
وقال الإمام السيوطي ﵀: " اعلم أن الله تعالى، سمى يوم القيامة في كتابه العزيز بأسماء كثيرة، نحو مائة اسم منها ما هو في القرآن بلفظه، ومنها ما أخذ بطريق الاشتقاق، وكثرة الأسماء دالة على عظم المسمّى " (^٤)
وقال العلامة البرديسي ﵀: " اعلم أن العرب تسمي الشيء بأسماء كثيرة، وتجعل له ألقابًا عديدة؛ تعظيمًا لشأنه، وإكبارًا لأمره، وقد سمى الله يوم القيامة أسماء كثيرة " (^٥)
فأسماؤها حين تطرق السمع، يقع أثرها في القلب. فهل يوم القيامة بهذا الشأن العظيم، حتى تكثر أسماؤه، وتتعدد صفاته؟!
_________
(^١) «الغزالي: إحياء علوم الدين: (٤/ ٥١٦).
(^٢) «القرطبي: التذكرة ص (٢٤٣).
(^٣) الأقفهسي: الإرشاد: (٢/ ٥٧٤).
(^٤) السيوطي: البدور السافرة ص (٧١).
(^٥) عواجي: الحياة الآخرة: (١/ ٤٥)، الوابل، أشراط الساعة: ص (٣٧).
1 / 47