Faith in the Hereafter and Its Impact on the Individual and Society
الإيمان باليوم الآخر وأثره على الفرد والمجتمع
Genres
وفي رواية لمسلم: «أغْيَظُ رجلٍ على اللهِ يومَ القيامةِ، وأخبثُه وأغيظُه عليه رجلٌ كان يسمَّى ملِكَ الأملاكِ لا ملِك إلا اللهُ «(^١)،وفي رواية: ... «اشْتَدَّ غضبُ اللهِ على من زعم أنه ملِكُ الأملاكِ، لا ملِكَ إلا اللهُ «(^٢)
فإنه" لا مالك لجميع الخلائق إلا الله وحده، ومالكية الغير مستردة إلى ملك الملوك، فمن تسمى بذلك نازع الله في رداء كبريائه، واستنكف أن يكون عبدا له " (^٣)
" فالذي تسمى بهذا الاسم، قد كذب وفجر وارتقى إلى ما ليس له بأهل، بل هو حقيق برب العالمين، فإنه الملك في الحقيقة، فلذا كان أذل الناس عند الله يوم القيامة " (^٤)
ولذا لما كان بعض الخليقة تنازعه نفسه للملك، المؤدي للتعالي والكبرياء، قال ﷾ مذكرا أن هذا الملك زائل، وأنه جل وعلا هو المتفرد به قال سبحانه: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)﴾، فليس فيه مَلِكٌ سواه سبحانه.
وعليه: فإن " المعاد أصل لازم للتصديق بدعوات الأنبياء المشحونة بالنصوص القاطعة بإثباته، وهو أيضا لازم وعد الله بالثواب، والوعيد بالعقاب، وهما من لوازم التكليف، ولوازم العدل الإلهي، ولوازم الغائية والهدفية في الحياة المنافية للعبث الذي لا محل له للحكمة والعدل الإلهيين" (^٥)
والمراد بالإيمان باليوم الآخر " التصديق بما يقع فيه من الحساب والجزاء والجنة والنار" (^٦).
_________
(^١) أخرجه مسلم في صحيح كتاب الآداب باب تحريم التسمي بملك الأملاك ح (٢١٤٣)،.
(^٢) أخرجه ابن أبي شيبه في المصنف ح (٣٦٧٩٣) وصححه الألباني في صحيح الجامع ح (٩٨٨).
(^٣) «٤) المناوي: التيسير بشرح الجامع الصغير (١/ ٥٢)، المناوي: فيض القدير (١/ ٢١٩).
(^٤) سليمان بن عبدالوهاب: تيسير العزيز الحميد، ص (٥٤٨)، انظر: الخطابي: معالم السنن (٤/ ١٢٩) العراقي: طرح التثريب (٨/ ١٥٢)
(^٥) الكعبي: المعاد يوم القيامة، مركز الرسالة، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها، ص (١٢).
(^٦) ابن حجر: فتح الباري (١/ ١١٨).
1 / 45