253

Al-īmān biʾl-yawm al-ākhir wa-atharuhu ʿalā al-fard waʾl-mujtamaʿ

الإيمان باليوم الآخر وأثره على الفرد والمجتمع

Genres

٣ - قال جل وعلا: ﴿إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (٥٥)﴾ [آل عمران:٥٥].
والمعنى: أن الله تعالى بشّر عيسى ﵇، بأنه يعطيه في الدنيا تلك الخواص الشريفة، والدرجات الرفيعة العالية، وأما في القيامة فإنه يحكم بين المؤمنين به، وبين الجاحدين برسالته (^١).
٤ - وقال ﷾ عن نبيه عيسى ﵇: ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (٤٢)﴾ [آل عمران:٤٢]
فهذه بشارة من الملائكة لمريم ﵍، بأنه سيوجد منها ولد عظيم له شأن كبير، اسمه المسيح عيسى بن مريم، به يكون مشهودًا في الدنيا ويعرفه المؤمنون بذلك، وجيهًا في الدنيا والآخرة، أي: له شأن كبير، اسمه المسيح عيسى بن مريم، به يكون مشهورًا في الدنيا، ويعرفه المؤمنون بذلك.
(وجيهًا في الدنيا والآخر) أي: له وجاهة ومكانه عند الله في الدنيا بما يوحيه الله إليه من الشريعة، وفي الدار الآخرة يشفع عند الله فيمن يأذن له فيه فيقبل منه أسوة بإخوانه من أولي العزم، صلوات الله عليهم (^٢)، وهو من المقربين عند الله يوم القيامة (^٣).

(^١) الرازي: مفاتيح الغيب، دار إحياء التراث العربي - بيروت، ط ٣ ١٤٢٠ هـ (٨/ ٢٣٩).
(^٢) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم، ت: سامي سلامة (٢/ ٤٣).
(^٣) ابن المنذر: تفسير ابن المنذر، دار المآثر - المدينة النبوية، ط ١ ١٤٢٣ هـ (١/ ٢٠١).

1 / 253