197

Al-īmān biʾl-yawm al-ākhir wa-atharuhu ʿalā al-fard waʾl-mujtamaʿ

الإيمان باليوم الآخر وأثره على الفرد والمجتمع

Genres

أخرج الشيخان عن أبي هريرة ﵁، قال: قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: ... «تَحَاجَّتِ الجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالمُتَجَبِّرِينَ، وَقَالَتِ الجَنَّةُ: مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ، قَالَ اللَّهُ ﵎ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَقَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا النَّارُ: فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رِجْلَهُ فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ، فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَلَا يَظْلِمُ اللَّهُ ﷿ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَأَمَّا الجَنَّةُ: فَإِنَّ اللَّهَ ﷿ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا» (^١).
ولذا كان النبي ﷺ إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ»، (^٢).
وفي هذا الحديث من الفوائد:" تنبيه الناس من سِنَةِ الغفلة، وتحريضهم على الطاعات" (^٣).
وفي خاتمة هذا الفصل:

(^١) أخرجه البخاري في صحيحه ح (٤٨٥٠)، وأخرجه مسلم في صحيحه ح (٢٨٤٦).
(^٢) أخرجه الترمذي في جامعه في أبواب صفة القيامة والرقائق ح (٢٤٥٧)، وقال الترمذي: حديث حسن
(^٣) فيصل المبارك: تطريز رياض الصالحين، دار العاصمة - الرياض، ط ١ ١٤٢٣ هـ، ص (٣٨٥).

1 / 197