183

Al-īmān biʾl-yawm al-ākhir wa-atharuhu ʿalā al-fard waʾl-mujtamaʿ

الإيمان باليوم الآخر وأثره على الفرد والمجتمع

Genres

المبحث الثاني: اليوم الآخر في السنة النبوية المطهرة، وفيه مطلبان:
المطلب الأول: صور العناية النبوية باليوم الآخر.
المطلب الثاني: أسباب عناية السنة النبوية باليوم الآخر.
المبحث الثاني اليوم الآخر في السنة النبوية المطهرة
حفلت السنة النبوية المطهرة بذكر أخبار المعاد واليوم الآخر، وتفاصيل أحداثه، على وجه لا يعهد مثله عند بقية الأمم، وما ذاك إلا لأن النبي ﷺ خاتم الأنبياء، وأمته خاتمة الأمم، فهي وارثة علوم السابقين، وحائزة فضل التقدم يوم الدين.
ولما كانت رسالة الأنبياء والمرسلين، تقوم على دلالة أممهم على الخير وتحذيرهم من الشر، كما قال ﵊: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ «(^١).
قال الإمام أبو العباس القرطبي:" أي: حقا واجبًا، لأن ذلك من طريق النصيحة والاجتهاد في التبليغ والبيان" (^٢).
وهي الحكمة في إرسال الرسل ﵈ ليسوقوا العباد إلى نفعهم ودفع ما يضرهم (^٣).
فقد قام بهذا النهج النبي الأمي الكريم الأكرم خير قيام فبلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في سبيل ربه حتى أتاه اليقين ﵊.
وقد أخرج الشيخان عن حذيفة بن اليمان ﵁ قال: "لَقَدْ خَطَبَنَا النَّبِيُّ ﷺ خُطْبَةً، مَا تَرَكَ فِيهَا شَيْئًا إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا ذَكَرَهُ، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ " (^٤).

(^١) أخرجه مسلم في صحيحه: في كتاب الإمارة، باب الأمر بالوفاء وبيعة الخلفاء، الأول فالأول ح ... (١٨٤٤) ت: محمد فؤاد عبد الباقي.
(^٢) القرطبي: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (٤/ ٥١).
(^٣) ابن علان: دليل الفالحين، دار المعرفة -بيروت، ط ٤ ١٤٢٥ هـ (٥/ ١٣٠).
(^٤) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب القدر باب: وكان أمر الله قدر مقدورًا ح (٦٦٠٤)، وأخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب أخبر النبي ﷺ فيما يكون إلى قيام الساعة ح (٢٨٩١)، ت: محمد فؤاد عبد الباقي.

1 / 183