في الأمور. وعني فيها بشرح رواية الحديث نصا وبالمعنى، فهي مقدمة في آداب طلبة العلم ورواته وبعض مصطلح الحديث.
وحين انتهى من هذه المقدمة ابتدأ بمقصود الكتاب، وهو ذكر المصنّفات التي سمعها على شيوخه أو أجازوه بها، فابتدأ بعلوم القرآن والقراءات، وثنّى بذكر الموطآت وما يتصل بها، ثم المصنفات والمسانيد وسائر كتب الحديث وعلومه، من شرح لغريبه وبيان علله والمصنفات المؤلفة في معرفة رجاله، ثم كتب السّير والأنساب والتواريخ ونحوها. وتناول بعدها كتب الفقه وأصوله، وأصول الدين والزّهد والرّقائق لا سيما كتب ابن أبي الدنيا وأبي سعيد ابن الأعرابي وأبي بكر الآجري وأبي ذر الهروي. وتناول بعد ذلك كتب اللّغة والأدب والشعر، والعناية بما حمله أبو عليّ البغدادي منها إلى بلاد الأندلس. ثم ذكر بعض مؤلفات المشهورين. وتناول في آخر الكتاب: تفسير الإجازة العامة، وختم الكتاب بذكر أسماء شيوخه الذين روى عنهم أو أجازوا له مرتّبين حسب المدن.
هذا هو محتوى كتاب «الفهرسة» لابن خير على وجه الإجمال، يذكر اسم الكتاب أو صفته، ومؤلفه، ثم الطريقة التي تحمّله فيها.
والسؤال الآن: هل ألّف ابن خير هذا الكتاب أم ألّف كتابا آخر لشيوخه أطلق عليه اسم «البرنامج» أم إن البرنامج الذي يشير إليه بعض من أرخ له هو هذا الكتاب؟
والذي تحصّل عندي أنّ ابن خير ألف كتابين أحدهما لشيوخه وصفه ابن الأبار بقوله: «وعدد من سمع منه أو كتب إليه نيّف ومئة رجل قد احتوى على أسمائهم برنامج له ضخم في غاية الاحتفال والإفادة لا يعلم لأحد من طبقته مثله. وقد كتبت منه في هذا المصنف ما نسبته إليه» (١)، ثم ذكر فهرسته فقال: «وقال جابر بن أحمد القرشي: كتب إليّ يعني ابن خير يخبرني أن فهرسته عشرة
_________
(١) التكملة ٢/ ٤٩ - ٥٠.
1 / 12