وحدثنا ابن سرحان، قال: حدثنا أبو بكر بن طرخان، قال: حدثنا أبو الفضل الحدّاد، قال: حدثنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا أبو محمد بن حيّان، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، قال: حدثنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يحيى بن أيّوب، عن عبيد الله بن زحر، عن ليث بن أبي سليم، / عن شهر بن حوشب، قال: كنا نأتي أبا سعيد الخدريّ ونحن غلمان نسأله، قال: فكان يقول: مرحبا بوصيّة رسول الله ﷺ، سمعت رسول الله ﷺ يقول: «سيأتيكم ناس يتفقّهون، ففقّهوهم وأحسنوا تعليمهم». قال: وكان يجيبنا لمسائلنا، فإذا نفدت مسائلنا حدّثنا بعد حتى نملّ (١).
وتيقّنت أن أجلّ ما أتحف به جملة حملة العلم ودعاته، وأهدي إلى سائر طلاّبه وبغاته، ما عظّم رسول الله ﷺ شانه، وأعلى رتبته ومكانه، فقال: ما حدّثنا به أبو حفص المذكور، بالسند المتقدّم المسطور، إلى أبي القاسم زيد بن عبد الله المذكور، قال: حدّثني أحمد بن هاشم بن حميد بواسط، قال: حدثنا الحسن بن سلامة السوّاق، قال: حدثنا أبو غسّان، عن ابن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما أهدى المسلم لأخيه هدّية أفضل من كلمة حكمة يسمعها، فانطوى عليها ثم علّمه إيّاها، يزيده الله بها هدى أو يردّه عن ردى، وإنها لتعدل إحياء نفس، ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعا» (٢).
_________
= الشيخ ناصر الدين الألباني فساقه في صحيحته (٢٨٠) وغفلوا عن علته وهي اختلاط الجريري، فالحديث حديث أبي هارون، كما بيناه مفصلا في تعليقنا المطول على الترمذي، فراجعه تجد فائدة ٤/ ٣٨٨ - ٣٩٠.
(١) إسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم وشهر بن حوشب، ولم نقف عليه من طريق شهر عن أبي سعيد.
(٢) إسناده تالف لحال زيد بن عبد الله بن مسعود.
1 / 29