الْقسم السَّادِس
من أساليب الْقُرْآن
وأفضى بالمحاسبي الحَدِيث إِلَى تنَاول بعض جَوَانِب التَّفْسِير مِمَّا يتَّصل بالنحو والبلاغة وَلَا شكّ أَن هَذَا أثر من آثَار بيئته الثقافية سِيمَا وَأَن من أساتذته أَبَا عبيد الْقَاسِم بن سَلام صَاحب كتاب غَرِيب الحَدِيث الَّذِي يعرض لموضوعات مشابهة والمخطوط نَاقص من آخِره سطورا أَو صفحات والأمور الَّتِي نبه إِلَيْهَا الْحَارِث الناظرين فِي الْقُرْآن بعد حَدِيثه المسهب فِي النَّاسِخ والمنسوخ هِيَ
التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير
لِأَن الْعَرَب قد كَانَت تفعل ذَلِك فِي تراجعها بَينهَا ومخاطبتها قبل أَن ينزل الْكتاب على نبيه ﵇ من ذَلِك قَوْله ﴿فَكيف كَانَ عَذَابي وَنذر﴾ وَلَا شكّ أَن النّذر مُقَدّمَة على الْعَذَاب فِي الْوَاقِع وَقَوله ﴿من بعد وَصِيَّة يُوصي بهَا أَو دين﴾ فَبَدَأَ بِالْوَصِيَّةِ وَسنة النَّبِي ﷺ البدء بِالدّينِ وَقَوله لَهُم غرف من فَوْقهم غرف مقدم ومؤخر وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ لَهُم غرف مَبْنِيَّة من فَوْقهَا غرف كَذَلِك وَكَذَلِكَ فَسرهَا أهل التَّفْسِير
الْإِضْمَار
من ذَلِك قَوْله ﴿وأشربوا فِي قُلُوبهم الْعجل﴾ وَإِنَّمَا هُوَ حب الْعجل وَقَوله ﴿واسأل الْقرْيَة﴾ أَي أهل الْقرْيَة واسأل ﴿العير﴾ أَي أَصْحَاب العير وَقَوله ﴿يضْربُونَ وُجُوههم وأدبارهم وذوقوا عَذَاب الْحَرِيق﴾ وَمَعْنَاهُ ونقول ذوقوا
الْحُرُوف الزوائدة
من ذَلِك ﴿غير المغضوب عَلَيْهِم وَلَا الضَّالّين﴾ فَلَا زَائِدَة وَقَوله ﴿خَلقكُم وَالَّذين من قبلكُمْ﴾
1 / 259