وَقْتَيْنِ مُخْتَلفين فَأَرَادَ أَن يضجعه ويقصد بحديدة لذبحه وَيكون التَّسْلِيم مِنْهُمَا ويأمره بالكبش فيذبحه وَلَو أَرَادَ الله ذبح ابْنه لذبحه لَا محَالة لِأَنَّهُ تَعَالَى لَا يُرِيد شَيْئا إِلَّا تمّ وَلَو أَرَادَ ذبح ابْنه لذبحه لَا محَالة ولأخبره أَنه ذابحه لَا محَالة لِأَنَّهُ لَا يخبر بِشَيْء أَنه كَائِن ثمَّ لَا يكون وَلَا يجوز أَن يخبر أَنه يكون إِلَّا كَانَ
كَمَا أَمر الله تَعَالَى مُحَمَّدًا ﷺ وَالْمُؤمنِينَ أَن يصفحوا عَن الْمُشْركين وَلَا يقاتلوهم ويصبروا على أذاهم وَهُوَ يُرِيد أَن يصفحوا عَنْهُم إِلَى أَن يقوى الْإِسْلَام ويهاجروا إِلَى الْمَدِينَة وَهُوَ يُرِيد إِذا هَاجرُوا وَقَوي الْمُسلمُونَ أَن يَأْمُرهُم بِالْقِتَالِ وَكِلَاهُمَا لم يَزَالَا مرَادا لَهُ
أَرَادَ أَن يُوجب هَذَا إِلَى وَقت ثمَّ يُوجب الآخر بَدَلا مِنْهُ وَيَأْمُر بترك الأول كَمَا أَمرهم بِالصَّلَاةِ إِلَى بَيت الْمُقَدّس ثمَّ أَمرهم أَن يَتَحَوَّلُوا إِلَى الْكَعْبَة وَذَلِكَ كثير فِي أَحْكَامه أبدل أَحدهمَا بَدَلا من الآخر فِي وَقْتَيْنِ مُخْتَلفين وَكِلَاهُمَا كَانَ مرِيدا لَهُ