240

Fahm Fahm

فهم الفهم: مدخل إلى الهرمنيوطيقا: نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامر

Genres

أيون :

من تراه يكون؟

سقراط :

هو الذي، رغم أنه أجنبي، كثيرا ما اختاره الأثينيون قائدا عسكريا لهم، وهناك فانوسثينيس من أندروس، وهيراقليدس من كلازومينيا اللذان عينهما الأثينيون لقيادة جيوشهم وعينوهما في مناصب أخرى، رغم أنهما أجنبيان، بعد أن ثبتت جدارتهما، ألن يختاروا أيون من إفسوس ليكون قائدهم العسكري ويكرموه، إذا ما أثبت جدارته؟ أليس الإفيسوسيون أثينيين في الأصل، وإفيسوس ليست بالمدينة الهينة؟ ولكن، حقا يا أيون، إذا صح قولك بأنك تستطيع بالفن والمعرفة أن تمجد هومر، فأنت لا تبر بي ولا تصدقني الوعد، وبعد كل تضلعك في معرفة أشياء عديدة ومجيدة عن هومر، ووعودك بأن تعرضها علي، فما عدوت أن خدعتني، وما كان لك أن تعرض الفن الذي أنت سيده، ولا أن تفسر لي طبيعة هذا الفن رغم توسلاتي المتكررة، فأنت متعدد الأشكال، بالضبط مثل بروتيوس، وأنت الآن تداور وتناور وتخب في كل لون، وتتخذ، كدأب بروتيوس، طرائق الخلق جميعا في آن واحد، ثم تروغ مني في نهاية المطاف متخفيا في صورة قائد عسكري؛ كيما تتجنب عرض معرفتك الهومرية المكتسبة، فإذا صح أن لديك فنا، كما كنت أقول في تكذيب وعدك بأنك ستعرض هومر، فأنت إذن تضللني ولا تصدقني، أما إذا لم يكن لديك فن (وهو ما أعتقده)، بل تفوه بكل هذه الكلمات الجميلة عن هومر دون وعي، تحت تأثيره الملهم، هنالك أبرئك من التضليل وأقول بأنك ملهم فقط، فبأي الصفتين تفضل أن تعرف : التضليل أم الإلهام؟

أيون :

شتان بين الخيارين يا سقراط، والإلهام هو الصفة الأنبل بما لا يحد.

سقراط :

إذن يا أيون سأفترض لك الخيار الأنبل، وأنسب إليك في تمجيدك لهومر الإلهام وليس الفن. (تمت)

Unknown page