منسوب لعلاء الدين الساقي الصالحيّ، وهو الجامع / ٣٣ ب / بينه وبين مولانا السلطان في الخوجداشية. وقد تقدّم صورة حاله مع الملك السعيد، وأنه سافر معه وعاد بغير إقطاع.
ولمّا أفضت الأتابكية إلى مولانا السلطان لم يقدّم شيئا على مصلحته، ولا أعلى رتبة أحد قبل إعلاء رتبته، وفوّض إليه أمر النيابة بالشام المحروس، وخوّله نعمها الجسيمة، وأمتعه بغرر منتزهاتها الوسيمة. وأنفذ فيها أمره، وأعلى بنيابتها ذكره.
ولمّا بلغه سلطنة مولانا السلطان حدّثته نفسه بما لم يتمّ، وحسر لا بل حسر لثام الحياء ذاهلا عمّا به يلمّ. واعتقد أنّ ملك الشام تمّ لغير ملك مصر وسلطانها، وأنّ الإنفراد به في إمكان قوّتها وقوّة إمكانها، فتسلطن ولقّب نفسه بالكامل (^١). وكان اتفاقه مع من غرّته العافية، وجرّته القافية، بالمسطبة الظاهرية بظاهر دمشق، فهناك حلف من حلف، وألّف ظنّا منه أنه الألفي وما كلّ من ألّف ألف.
ثم ركب وهجم قلعة دمشق في عصبته وعصابته، وظن / ٣٤ أ / أنه قد ربح بجسارته لا بل بخسارته. فلمّا ولّى عن المسطبة المذكورة ظنّا منه أنه قد تولّى، وأنّ الأمر قد تمّ له وأنّه به الأولى. ساق أحد مماليك الأمير ركن الدين بيبرس الشالق الجمدار (^٢) الصالحيّ، وهو عزّ الدين أيبك الخاصّ، وكان من مماليك الخال محيي الدين بن عبد الظاهر ابتاعه المذكور منه صغيرا فنبل حتى عظم قدره، وشاع بالشجاعة ذكره.
وحضر إلى قلعة الجبل المحروسة عصر اليوم الثالث من ركوبه من دمشق المحروسة، وأخبر الصاحب فتح الدين بن عبد الظاهر صاحب ديوان المكاتبات بما تمّ، وبما ألمّ من ألم.
وحكى لمولانا السلطان في الوقت وأخبره فخلع على أيبك المذكور خلعة